للزوار الجدد: لحظة من فضلك! نرجو الاطلاع على سياسة المدونة قبل قراءة التدوينات

Thursday, July 5, 2012

الدم تراثهم

يحسبنا البعض، نحن العلمانيين، متحاملين ومهولين متى حذرنا من استعداد التيارات السياسية الدينية لإقصاء كل مَن يختلف معهم.

رسالة الدين – أي دين – مطلقة. فالدين يعلن: أنا الصراط المستقيم إلى الله، وما سواي ضلال. الدين لا يقدم نفسه واحداً ضمن عدة اختيارات، بل هو الصواب المطلق.

هذا على العكس من الشأن السياسي، والذي يقوم جوهرياً على التعددية، والاختيار من بين كثرة من الآراء، والتوفيق بين أساليب مختلفة متباينة. فالمطلقية ومنهج "أنا فقط" في السياسة = الفاشية.

متى دخل رجل الدين إلى ملعب السياسة على أساس دينه، يكون المطلق بهذا داخلاً إلى أرض النسبية! والحل واحد من اثنين:

  • التسليم بنسبية اللعبة والتنازل عن كون فكرته الدينية هي الأفضل والأمثل، مقدماً إياها كواحدة ضمن اختيارات عدة.
  • التمسك بالفكرة الدينية، مصراً على تقديمها كحل أمثل وأوحد، عاملاً على إخضاع كل مَن اختلف مع تصوره الديني لرأيه.
والواقع يثبت أن الحل الثاني هو الأقرب للحدوث.

والنتيجة الطبيعية لفكرة "المطلقية" هي الإقصاء. فالحق المطلق لا يقبل أن يتواجد سواه على الساحة. ويكون التسلسل الطبيعي للأحداث تكفير الفكرة المخالفة للمعتقد الديني، وينتهي المطاف بقتل معتنقي تلك الفكرة.

وليس أدل على رأيي إلا تاريخ حركات الإسلام السياسي في مصر. تاريخ يقطر دماً وترن حوله آهات المصابين وصرخات مَن فقدوا ذويهم.

مَن يتوهم أنه مكَلَّف من الله لآداء مهمة تنفيذ حكم الله في الأرض، لن يتورع عن استعارة بعض صلاحيات المُكَلِّف لتنفيذ المهمة المزعومة على أكمل وجه. وعلى رأس تلك الصلاحيات المختلَسة: إماتة الأنفس!

وبعد، فما يأتي عرض لبعض نماذج من أعمال الحركات الإسلامية خلال القرن الماضي. ليست قائمة كاملة، فلم أورد فيها، مثلاً، أحداثاً جدلية مثل حادث المنشية، ولا أوردت الأحداث الكُبرى التي نذكرها جميعاً مثل اغتيال السادات ومحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا. اكتفيت فقط بجرائم مأساوية هزت الكيان المصري لفترة، ثم خمدت نيرانها في نفوسنا بحكم مرور الزمن وتتابع الأحداث. أعرضها عليكم مرة أخرى على سبيل التذكرة، مقترحاً عليكم اقتراحاً:

كل قاتل مما يأتي، ألم يعتقد في حين إطلاق رصاصاته أو غرس نصله أنه يتمم مشيئة الله، وأنه يصلح بيده منكراً رآه؟


***

  • 23 مارس 1948م اغتيال القاضى أحمد بك الخازندار؛ وفق ما ذكره عبد العزيز كامل عضو النظام الخاص بالإخوان وزير الأوقاف الأسبق فى مذكراته أن الخازندار كان متعسفا فى أحكامه، حينما كان ينظر فى قضية اعتداء بعض شباب الإخوان على جنود بريطانيين فى الأسكندرية (٢٢ نوفمبر ١٩٤٧م) وحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة، الحكم الذي علّق عليه حسن البنا قائلاً: "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله" وهو ما اعتبره أعضاء فى التنظيم بمثابة «ضوء أخضر» لاغتيال الخازندار.
فى صباح يوم الجريمة، كان المستشار أحمد الخازندار خارجاً من منزله بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط القاهرة حيث مقر محكمته. وكان فى حوزته ملفات قضية "تفجيرات سينما مترو"، والتى اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين أيضاً؛ وما أن خرج من باب مسكنه حتى بعضوي الإخوان المسلمين حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه النار من مسدسين بحوزتهما. أصيب الخازندار بتسع رصاصات وسقط صريعاً، وحاول الجناة الهرب سريعاً لكن الأهالي طاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة مطارديهم، لكن الأهالي تمكنوا أخيراً من القبض عليهما.
فى قسم الشرطة، عُثر بحوزتهما على أوراق تثبت انتماءهما لجماعة الإخوان المسلمين، فاستدعت النيابة حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين الا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما. لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان السكرتير الخاص لحسن البنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضى.

  • 28 ديسمبر 1948م اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي على يد عبد المجيد أحمد حسن عضو النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين التي كان النقراشي قد أصدر قراراً بحلها في نوفمبر 1948. تنكر القاتل في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره. وقد أصدر حسن البنا عقب هذا الحدث بيانا استنكر فيها الحادث و"تبرأ" من فاعليه تحت عنوان "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"! بينما اعتبر محمود الصباغ (أحد أعضاء التنظيم الخاص) في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص" ، قتل النقراشي عملاً فدائياً وليس اغتيالاً سياسياً حيث قال تحت عنوان "أعمال فدائية قام بها رجال من الإخوان المسلمين ضد أعوان الاستعمار والفاعل فيها معروف": قتل النقراشي باشا: لا يمكن أن يعتبر أن قتل النقراشي باشا من حوادث الاغتيالات السياسية فهو عمل فدائي صرف قام به أبطال الإخوان المسلمين، لما ظهرت خيانة النقراشي باشا صارخة في فلسطين، بأن أسهم في تسليمها لليهود، ثم أعلن الحرب على الطائفة المسلمة الوحيدة التي تنزل ضربات موجعة لليهود، كما شهد بذلك ضباط القوات المسلحة المصرية سابقًا، وكما سنرويه تفصيليا في الفصل القادم إن شاء الله، فحل جماعتهم واعتقل قادتهم وصادر ممتلكاتهم وحرم أن تقوم دعوة في مصر تدعو إلى هذه المبادئ الفاضلة إلى الأبد، فكانت خيانة صارخة لا تستتر وراء أي عذر أو مبرر، مما يوجب قتل هذا الخائن شرعًا، ويكون قتله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهذا ما حدث له من بعض شباب النظام الخاص للإخوان المسلمين دون أي توجيه من قيادتهم العليا، فقد كان المجرم الأثيم قد أودعهم جميعًا السجون والمعتقلات وحال بين الإخوان وبين مرشدهم، حيث وضعت كل تحركاته تحت رقابة بوليسية علنية من تاريخ إصدار قرار الحل حتى اغتياله.
  • 18 أبريل 1974م محاولة أعضاء "منظمة التحرير الإسلامي" السيطرة على الكلية الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية (فلسطيني الجنسية)، التي خطط فيها لاقتحام مبني الاتحاد الاشتراكي والوصول إلي منصة الرئيس السادات وإجباره علي التخلي عن الحكم، والتي أسقطت من القتلى 11 والمصابين 27.
  • 3 يوليو 1977م "جماعة التكفير والهجرة" تختطف الشيخ محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري الأسبق. ساومت الجماعة السلطات المصرية على مطالب عدة، منها الإفراج عن 60 من أعضاء التنظيم المحبوسين، ونشر اعتذارات علنية من الصحافة عما قيل في مهاجمة الجماعة، ونشر كتاب بقلم شكري مصطفى (مؤسس الجماعة)، ودفع فدية 200,000 جنيه مصري، ثم قتلوه حينما رُفِضَت مطالبهم، وعثرت السلطات على جثمانه ملقياً في الطريق بعد أربعة أيام من اختطافه.
  • 1981م عمر عبد الرحمن يتولى منصب مفتي تنظيم الجهاد، ويفتي باستباحة أموال ودماء الأقباط في سبيل الجهاد، مفجراً سلسلة من أعمال الترويع والقتل ضد المصريين المسيحيين في أنحاء الجمهورية.
  • 8 أكتوبر 1981م، هجوم "تنظيم الجهاد" على مديرية الأمن وقسمي شرطة بأسيوط يوم عيد الفطر. استمرت معركة بالنيران بين الإرهابيين وقوات الشرطة من السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة، وانتهت بسقوط عميد شرطة و ثلاثة ضباط برتبة ملازم أول و٦٢ جندياً و ٢١ من الأهالي لفظوا أنفاسهم الأخيرة في موقع الحادث، وأصيب ١٥ ضابطاً و ١٩٠ جندياً و ٣٢ مواطناً.
  • 12 أكتوبر 1990م اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق برصاصات تنظيم الجهاد.
  • 1993م سلسلة هجمات متفرقة على الأفواج السياحية في أنحاء مصر، كانت حصيلتها 1106 من القتلى والمصابين من المصريين والأجانب.
  • 26 سبتمبر 1993م محاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق. زرع المتهمون متفجرات وأنابيب غاز داخل سيارة وقفت أمام مدرسة المقريزي بمصر الجديدة، التي يمر من أمامها موكب رئيس الوزراء، وما إن مر الموكب حتي انفجرت السيارة، دون وقوع إصابات في الهدف أو حراسه، نتيجة خطأ المتهم في تقدير الموعد - لتستقر شظايا الانفجار في أجساد طلبة المدرسة أثناء خروجهم ساعة "المرواح". لقيت الطفلة شيماء مصرعها متأثرة بجروحها، وأصيب ١٤ آخرون من زملائها بالمدرسة والمارة في الشارع.
  • 8 يونيو 1992م اغتيال المفكر المصري فرج فودة علي يد "الجماعة الإسلامية"، حيث قام إرهابي من كوادرها بإطلاق الرصاص من بندقية آلية على فودة من على دراجة نارية يقودها آخر. نجح سائق فرج فودة وأمين شرطة متواجد بالمكان في القبض علي الجناة، وبينت التحقيقات أن الجريمة جاءت بفتوي من شيوخ "الجهاد" علي رأسهم عمر عبد الرحمن. وفي شهادة الشيخ محمد الغزالي أثناء محاكمة القاتل، وصف الغزالي فودة "بالمرتد" و "وجب قتله"، وأفتى بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة، حسب تعبيره.
  • أكتوبر 1995 محاولة اغتيال الأديب نجيب محفوظ، بعد أن افتى عمر عبد الرحمن بارتداده عن الإسلام ووجوب قتله. طعن محمد ناجي محمد مصطفى (فني إصلاح أجهزة إلكترونية وحاصل على شهادة متوسطة) الأديب في عنقه بسكين، بتكليف من الجماعة الإسلامية بناء على فتوى عمر عبد الرحمن.
جدير بالذكر أن كلاً من قاتل فرج فودة والمعتدي على نجيب محفوظ ذكر في التحقيقات أنه لم يقرأ أعمال أي من الكاتبين قبل تنفيذ الجريمة، بل كانت تصرفاتهم بتكليف وأوامر من قيادات الجماعة الإسلامية!
  • 17 نوفمبر 1997م مذبحة الأقصر، على يد الجماعة الإسلامية. حاصر الإرهابيون زوار الدير البحري بداخله، وفتحوا عليهم النيران وقتلوا ومزقوا الضحايا بالأسلحة البيضاء لمدة 45 دقيقة متواصلة. راح ضحية العملية أربعة مصريين (المرشد السياحي وثلاثة شرطيين)، و58 من السياح الأجانب من بينهم طفل بريطاني لم يتجاوز الخامسة من عمره. من الطريف أن عمر عبد الرحمن برّأ الإسلاميين من تلك المذبحة متهماً بدلاً منهم المخابرات إسرائيل، أما أيمن الظواهري ففسرها بأنها من تدبير الداخلية المصرية!
***

تعقيب

حرّكني لكتابة ما سبق ردود الأفعال العجيبة على جريمة قتل ثلاثة متطرفين ملتحين لشاب في السويس، لأنه كان "في وضع مخل مع خطيبته" على حد قولهم. خرجت أصوات تنادي بأن أولئك ليسوا إلا رجال أمن الدولة وقد تخفوا في هيئة الإسلاميين المتشددين لبث الذعر في النفوس من التيار الإسلامي. جدير بالذكر أن موجة التحرش بغير المحجبات عقب إعلان فوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية بعبارات "مرسي جه وهايحجبكم" تمت نسبتها أيضاً إلى أمن الدولة.

حديث سخيف هزلي طبعاً، وكأن مجتمعنا جميل متسامح يفيض تعددية وقبول الآخر المختلف، وتتآلف عناصره المتباينة مكونة لوحة شديدة الزخرفة مبهرة التناسق!


لا! التطرف متأصل في مجتمعنا، وله تاريخه في بلدنا! وكما أحس التيار الإسلامي بالاستقواء عقب اغتيال السادات وأن "البلد بقت بتاعتهم"، هكذا يحس البعض منهم الآن! ليس القلق من شخص الرئيس ولا من مؤسسة الإخوان المسلمين ولا حتى الأحزاب السلفية، بل القلق -  الذي تجسد في حادثة السويس – من إحساس رجل الشارع بأنه صار مواطناً متميزاً عن غيره وأكبر منه، فقط لأن رئيس الجمهورية معتنق لمنهجه الفكري!


الوقائع المعروضة أعلاه جزء من تاريخنا المصري، وقد تعمدت عدم عرض مراجعي كما اعتدت، حثاً للقارئ على الاطلاع والبحث بنفسه على دقة ما سبق، كي يصل خلال بحثه إلى المزيد من جرائم الأصوليين المتطرفين، فتكون نتائج بحثه برهانا إضافياً على آرائنا!


وأخيراً:
 
 
 
اخرجوا رؤوسكم من الرمال وواجهوا أنفسكم بالحقيقة ولو مرة: جراثيم التطرف موجودة فعلاً في لحم وأنسجة المجتمع. استأصلوها قبل أن تنهش الحياة منه، بينما تجلسون إلى الوراء تغزلون خيوط مؤامرة وهمية تعلقون عليها مسئولية الأحداث، مؤامرة لا وجود لها إلا في عقولكم المتهربة من تحمل مسئولية الواقع!



 
الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!



مصر دولة مسيحية

  • إذاعة الكتاب المقدس من القاهرة
  • التلفزيون الرسمي يبتدي بإذاعة ترانيم و قراءة ما تيسر من الإنجيل
  • العرض الأول لفيلم حياة اغسطينوس بعد فيلم فجر المسيحية
  • قطعة النحو فصل من بشارة الانجيل بحسب معلمنا ماريوحنا البشير بركاته على جميعنا آمين
  • التليفزيون المصرى يهنئ الإخوة المسلمين بحلول عيد الفطر المبارك
  • ماتعلبش مع الواد ده يا حبيبى، ده مسلم
  • تعيين حراسة من الشرطة علي كل مساجد مصر لحمايتها من تعدي العناصر الخارجة عن القانون وبالمرة يرقبوا لاحسن المساجد فيها سلاح وأسود
  • واحد مقدم على وظيفة: اسمك إيه؟ سامح وجيه. الثلاثى؟ سامح عادل وجيه. الرباعى؟ سامح عادل احمد وجيه. طيب ما تقول احمد على طول
  • الزمالك يحتفظ بالمركز التاني برضو
  • رغم إن الدولة معظمها أقباط والمسيحية دين الدولة، لا تزال هناك تظاهرات تهتف "قبطية! قبطية!" لماذا؟ و لمن؟ لا أحد يعرف
  • الناشط الحقوقى وجدى غنيم يطالب بحذف خانة الديانة من البطاقة الشخصية ويطالب بتعيين نائب مسلم لرئيس الجمهورية
  • الطلبة المسلمين في المدارس بياخدوا حصة الدين في أوضة الموسيقي، اللي هي أصلاً تكعيبة في آخر الحوش
  • التأسيسية للدستور: أم جرجس بالتأسيسة والبرادعى برّه للأسف
  • المسلمون يسيطرون على 60% من تجارة الذهب و65%من الصيدليات و40%من الاقتصاد ويمثلون 10% من تعداد السكان... والله ده ظلم
  • محمد هاني رمزي اللاعب المسلم الوحيد في منتخب مصر- منتخب المرنمين - طفش و هايروح يحترف في السعودية
  • يجب إنشاء كنيسة أمام كل مسجد، علي أن تكون منارة الكنيسة أعلى من مئذنة المسجد
  • الداعية مرقص: ماذا رأيتم من المسيح حتى تكرهوا شريعته؟!
  • ياالله ارحم موتانا واشف مرضانا وكل مرضى المسيحيين
  • لازم تحط في مواضيع التعبير آيات من الإنجيل وأقوال آباء عشان المصحح يديك درجة حلوة
  • مشادات كلامية بين أهالى إمبابة بسبب شائعات عن احتجاز الأخت جورجيت داخل جامع عمرو بن العاص
  • نشطاء مسلمون يطالبون البابا بسرعة التحقيق في حوادث التحرش بالفتيات المحجبات وتهديد متطرفين أقباط لهن قائلين:بكرة تقلع يا جميل
  • محاصرة جامع من قبل مسيحيين متطرفين؛ الهتاف الآن: لا إله إلا الله! يسوع المسيح ابن الله! ولافتات: عايز أختي إسراء
  • القس بنيامين: ليبرالية يعنى إيه يا برادعى؟ يعنى أمك ماتروحش القداس! أمى أنا؟ أيوة أمك إنت

تجميعة تويتات من مدونين متعددين. نقلاً عن صفحة "مصر دولة مدنية"

من له عقل فليعقل.



Wednesday, July 4, 2012

ماذا تكون يا وطني - محمد أمجد تاج الدين


وطني ... ماذا تكون يا وطني؟ ماذا تراك في ظني؟

ماذا تكون يا وطني؟ لا أحتويك في علمي, لا ألتقيك في حلمي! ماذا تزيح من همي؟

ماذا تكون يا وطني؟!

لا أعرفك, لا أفهمك, لست أدري بأي أذن أسمعك!

ماذا تكون؟! قد لا تكون! أو لا أكون! أو لا نكون قدر الظنون.

ألست أرضا حول نيل تحت السماء؟! ألست عونا للبشر وقت العناء؟! ألست جمعا للبشر حول الغداء؟ ألست شوقا للقا بعد الجفاء؟!

ماذا تكون يا وطني؟ ماذا تكون في نفسي؟ ماذا غرست في روحي: حب الولاء؟!

ما ذا الولاء؟ هذا الولاء! ذاك الغباء! حقا غباء!

ما ذا التعنت؟ ما ذا التشبث؟ ما ذا التيبس؟ ما ذا التحجر؟!

ذاك الهلام المسمى بالوطن! ذاك اللجام المسمى بالبدن! يا ذا الوطن .. ماذا تكون؟

ماذا تكون يا وطني؟!

ربما تكون التاريخ و الماضي؟ ربما تكون قهر الأعادي؟ أو ربما جهد الأيادي؟

لكن ... ما الماضي؟ ألم يذهب الماضي؟! ألم يترك الحاضر؟ أليس الماضي غائب و الحاضر الحاضر؟!

ماذا تكون يا وطني؟ كيف أصبحت وطني؟ ألم تصبح كذا حين جئتك بالولادة؟! ما الولادة؟ هل إن ولدت في وطن اخر ما صرت وطني؟ و ما صاروا قاتنيك هم أهلي؟

أو ربما أنت تكمن في الثقافة .. في العادات و في الكنافه! أيوه الكنافه! ما لها الكنافه! يمكن اللكنة اللي بتعرف معني الوطن! أو أم كلثوم و عبد الحليم و الشجن! أو حتى الرواية اللي بتأرخ زمن.

ماذا تكون يا وطن؟! بحثت عنك فلم أجد سوى التعصب للقبيلة.

وطني همو الإنسان! وطني رضا الإنسان! كل إنسان! أي إنسان! وطني حيث العدالة و التراحم و الأخوه. وطني حيث التماسك و التاخي لا الفتوه. وطني الحقيقي حيث جلد الذات قوه. وطني همو المباديء و القيم. وطني همو السواعد و الهمم. وطني هو الإنسان لا الأمم.

ماذا تكون يا وطني؟ لست أدري , لكنك حقا ... وطني!

أمجد

يوليو 2012




للتواصل مع الكاتب مباشرة اضغط (هنا).



Monday, July 2, 2012

عبدالرحمن في القداس، وبين قوسين العلمانية ممكنة في مصر

نُشِرَت بتاريخ 18 مايو 2011

***

طلب منى زميل الدراسة عبدالرحمن أن يحضر قداساً في الكنيسة. لماذا؟ لا أعلم.
المهم أننا ذهبنا سوياً فعلاً إلى الكنيسة.

وبدأ القداس.

وبدأت معه ساعة من أعمق ساعات حياتي!


قدمت له كتاباً به نصوص أدعية وصلوات القداس ليتابعها قراءةً، ثم انخرطت أنا في دعائنا الذي يتكرر عشرات المرات أثناء القداس: "يا رب ارحم ... آمين". ولم يخرجني من تركيزي في الصلاة إلا ... صوت عبدالرحمن وهو يردد معي في مرة: "يا رب ارحم!"

لأ بقى اقف عندك.

انفصلتُ عن الواقع؛ انسان مصري مسلم يقف إلى جانبي في كنيسة ويبتهل مع غيره من المصريين المسيحيين: يا رب ارحم!

ترى هل سمع الله مني في تلك اللحظة طلبي للرحمة، وأشاح بوجهه عن عبدالرحمن؟
هل وجدت الملائكة اختلافاً بين طلب الرحمة الذي حملته من بين طيات نفس عبدالرحمن، وذلك الذي التقطته مِن نفوس مَن حوله مِن المسيحيين؟
هل أحس واحد مِن الواقفين حولنا تبايناً بين استدرار عبدالرحمن المسلم لمراحم السماء، وبين تضرعاتنا نحن المسيحيين؟
وإن كنتُ أنا بمسيحيتي على ضلال، هل شملني الله بمراحمه مِن أجل طلبة عبدالرحمن الرحمى عني؟ وإن كان عبدالرحمن بإسلامه على ضلال، هل نظر له الله بعين الرحمة استجابة لدعائي عنه؟
وسواء كان أي منا على ضلال أو على هدي، ألم يكفِ أننا كبشر جرَّدَ كلٌ منا نفسه مِن زخارفها واقنعتها وبهرجتها، ووقفنا متجاورين أمام الله، قلوبنا جرداء متعطشة لمراحمه تعالى؟

وحين انتهت الصلاة، وما أن تخطينا أنا وعبدالرحمن أسوار الكنيسة، حتى عدنا مرة أخرى إلى واقعنا البسيط: مصريان يعبران شارعاً مصرياً، يثرثران بلهجة مصرية حول هموم مصرية. وبينما توارت من ورائنا دار العبادة بأسوارها تدريجياً حتى اختفت عن أنظارنا مستويةً بخط الأفق، ظل الشارع المصري الواسع ممتداً أمامنا، لا نرى له نهاية، ولا نعرف عن السائرين فيه إلا أنهم مصريون.


مرة أخرى، لم نكن في احتياج إلى التغني بشعارات "مسلم مسيحي إيد واحدة"، ولا حتى علقنا أنا وعبدالرحمن على دلالة ذلك الموقف بالنسبة لوحدة النسيج والغزل والكِليم. فقد غاصت إلى أعماقنا أدياننا، بينما طفت على السطح مصريتنا، ولم تُرَ لنا حينذاك هوية غيرها.


لذا فلتسقط "الوحدة الوطنية"، ذلك الشعار العقيم الذي نرفعه في وجه كل نزاع طائفي، فنصير كمن رأت قبحها في المرآة، فأخذت تزين وتلون صورتها المنعكسة على الزجاج!


تسقط الوحدة الوطنية وليحيا المصريون ولتحيا بهم مصر!


(طيب وإيه حوار العلمانية ده؟ اقراها تاني بتركيز هاتفهم قصدي)



Monday, June 25, 2012

التجربة الإيرانية

من الفروق بين الإنسان والحمار، أن الحمار لا تاريخ له.
***


  • أكتوبر 1977 بداية الاحتجاجات الجماهيرية ضد الشاه.
  • 25 اكتوبر 1978 الخوميني من منفاه في فرنسا: "الشخصيات الدينية لا تريد أن تحكم."
  • يناير 1978 اشتداد العصيان المدني.
  • أغسطس - ديسمبر 1978 شُلَّت إيران تماماً بالعصيان المدني الفعال.
  • منتصف يناير 1979 نفي الشاه من إيران.
  • 1 فبراير 1979 الخوميني يعود إلى إيران من منفاه.
  • 4 فبراير 1979 الخوميني يعين مهدي باركازان، الليبرالي الديمقراطي، رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية.
  • 11 فبراير 1979 الانهيار الرسمي لنظام الشاه.
  • مارس 1979 الخوميني يعلن: "لا تستخدموا هذا المصطلح، "الديمقراطية"؛ فهذا أسلوب غربي."
  • أبريل 1979 الاستفتاء على تحويل إيران إلى جمهورية إسلامية، بنسبة موافقة 98.2%.
  • 18 أغسطس 1979 الخوميني يعلن:  أولئك الذين يزعمون أن الشخصيات الدينية لا ينبغي أن تحكم، يسممون الأجواء ويعملون ضد مصالح إيران.
  • أغسطس 1979 الحكومة الإسلامية تحل "الجبهة الوطنية الديمقراطية"، حزب ليبرالي -  يساري جمع العديد من رموز التيارات المدنية المشاركة في الثورة الإيرانية، وتمنع نشر صحفه، وتحول مطابعها لطباعة الصحف الحكومية.
  • ديسمبر 1979 إعلان الخوميني قائداً أعلى للبلاد، بسلطات دستورية تشمل عزل رئيس الجمهورية نفسه.
  • أوائل يناير 1980 الحكومة الإسلامية تحل الحزب الإسلامي الجمهوري (ليبرالي -  وسط).
  • 25 يناير 1980 انتخاب أبو الحسن بني صدر (يساري) رئيساً للجمهورية.
  • 21 يونيو 1981 الخوميني والبرلمان الإسلامي يعزلان الرئيس المنتخب أبوالحسن بني صدر لأنه عارض تدخل الخوميني ومشايخه في الحكم؛ يلجأ أبو الحسن سياسياً إلى فرنسا.

في الفترة من يناير 1980 – 1982، سجلت منظمة العفو الدولية 2,946 حالة إعدام في إيران، بتهم مثل "الإفساد في الأرض" و "التخابر لصالح إسرائيل" و "التخطيط لثورة مضادة" و "الانتماء لمجموعات معارضة."




تعقيب

إحقاقاً للحق والتزاماً بالوقائع التاريخية، فرق جوهري بين السيناريو الإيراني والوضع المصري أن الثورة الإيرانية مذ بدأت كانت بزعامة آية الله روح الله خوميني ومشايخ الشيعة ومعاونة التيارات المدنية، على عكس الوضع في 25 يناير، حيث كانت المبادرة مدنية وانضمت إليها التيارات السياسية الإسلامية في آخر لحظات.

ولكن يبقى، في رأيي، عنصران مشتركان بين سيناريو ملالي إيران وبين واقع التيارات السياسية الإسلامية في مصر الآن، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين:

1.     عنصر فكري: وهو مفهوم المطلقية الذي يستحوذ على تفكير كل مَن يدخل حلبة السياسة باسم الدين. فالدين – أي دين – بالضرورة "حق مطلق" لا يقبل النقاش، وأي آراء لا تتفق معه هي بالضرورة خروج عن العقيدة وانحراف عن الصواب ويجب التصدي لها درءاً للمفاسد. طبعاً هذا المفهوم الحصري المطلق في الحياة السياسية يُدعى "شمولية".

2.     عنصر عَمَلي منهجي: وهو المكيافيلية (وهي فلسفة سياسية تتضمن توظيف المكر والنفاق في الحكم أو السلوك عامةً [Oxford English Dictionary] وتنفي الالتزام بالقيم الأخلاقية في الشؤون السياسية، وتبرر الدهاء والخداع في سبيل الحفاظ على السلطة السياسية [American Heritage Dictionary])؛ فكلاهما تلون وفق موازين القوى وتغيراتها، وكلاهما بدّل مواقفه ووعوده حسبما يتيح له تحقيق المغانم السياسية. وهذا العنصر هو أساس أزمة الثقة بين الإخوان المسلمين والتيارات المدنية – فمَن كذب عليّ ليحقق لنفسه مصلحة أمساً وقبل أمس، لا أثق فيما يعدني به اليوم بخصوص الغد.

ودون المزيد من الثرثرة – إذ قد سأمنا جميعاً المقالات والحوارات التليفزيونية والخطب وغيرها، ولم تعد بدواخلنا طاقة إلا لتَحَمُّل أفعال تغير واقعنا – أوجه رسالة للإخوان المسلمين والرئيس المُنتَخَب:

الثقة تُكتَسَب لا تُنتَزَع.


طالع مراجعنا بالتفصيل (هنا).


Friday, May 25, 2012

هذه الأرض ليست للبيع ولا الإيجار وليس لها وكلاء غير المُلّاك

الشغل في العمارة كان عطلان من زمن، من ييجي عشرين سنة.

الجد الحاج الكبير كان لم القرشين اللي حيلته وحطهم في الأرض، ورمى الأساسات وصب الخرسانة، وأخوه الصغير الناصح عرف يسايس موظفين الحي ويظبط ورق التصريحات والعقود والذي منه، وسابها للابن يطلع بالأدوار ويمحر. تِركة تعَيِّش ولاد العيلة. ابن الحاج الكبير اشتغل فيها شوية، بس الدنيا لفت بيه... سابها وعين عليها خفير، وحبّة وولاده زهقوا من بلاوي البُنا ووجع دماغه.

الخفير شاف شغله شوية، بس المال اللي مالوش صاحب بقى. سنة ف سنة بدأ الخفير يأجر الأرض الفاضية قدام العمارة جراج لعربيات الحتة. شوية وخشب المبنا اتخلع واتباع. حبّة كمان وبقى يأجر الأوض ع المحارة كده لولاد الحرام والعيال الشمامين والضَرّيبة.

قعد الخفير في أوضته هو ومراته وعياله، ومابقاش على باله إلا الإيجار اللي جايله، الريع اللي من ورا الأرض المكسرة وبواقي العمارة.

والعمارة بقت حطام مهجور. تمشي بين حيطانها الخشنة رجليك تجرش أزايز البيرة الفاضية والسرنجات البلاستيك، ويمكن تسمع صدى أصوات شهوانية بتحاول تكتم نفسها ف ركن ضلمة... ريحة زبالة وقطط وكلاب ميتة، دبان بيزن ويلزق على وشك ما يِنهَش غير بالضرب. والأرض قدامها مدّق وفي أركانها ريحة بِرَك البول وشياط أكوام الزبالة المحروقة.


وحصل ف يوم إن الولاد أحفاد الحاج الكبير افتكروا الأرض. افتكروها، وقرروا يرَجَّعوها.

الخفير كان واخدها وضع يد خلاص، وبقى معلم ف الحتة، وف ضهره المسجلين اللي كانت أوض عمارته المهجورة بتستر قعدات كيفهم ولياليهم الحمرا.

أحفاد الحاج الكبير الله يرحمه طردوا الخفير ومراته ووولادهم من العزبة اللي كانوا عاملينها لنفسهم. طردوهم، بس داقوا المر من حبايب الخفير... واتعلم على أحفاد الحاج بالمطاوي والسنج والجنازير. بس طردوا الخفير ومراته وعياله، كسّروا الأوضة بتاعتهم، ووقفوا أخيراً ياخدوا نفسهم على ما الفواعلية والونش ينكسوا أشلاء  العمارة القديمة، عشان يطهروا الأرض ويطلعوا بالجديد.

"أخيراً، نبني على نضافة بقى! مبروك ياخويا" قالوها سوا.

ودي كانت آخر حاجة قالوها سوا.

أخ اتمطع ورفع نضارة الشمس على راسه، "يا سلاااام بقى، لو تبقى دي جنينة خضرا كده ولاد الحتة يشموا نفسهم فيها، حوالين نافورة ظريفة ومكتبة استعارية محترمة فيها قاعدة للقراية والدراسة! يااااه ع العز!"

"نافورة ومكتبة إيه يا عم الخواجة" ضحك الأخ التاني أبو بنطلون جينز قديم بهتان "الله يرحم والدك يا عم، إنتا فاكر نفسك مواليد فيينا مركز توتي فروتي؟ إحنا نطلع بسوبر ماركت قطاعي بسعر الجملة، وممكن دكان أدوت كهربا ولا حاجة يا عم يخدموا ولاد الحتة."

نفخ التالت نفس السيجارة، وشوح لهم بإيده، "يابا منين فلوس البُنا والبضاعة أصلاً؟ خلينا ف اللي عارفينه، إحنا نأجر الأرض جراج زي ما هي على ما تُفرَج."

 لم الرابع السبحة في جيب قميصه وهو بيقول لأخواته، "استهدوا بالله بس! إحنا نبني ع الأرض بيت ربنا وجنبه سبيل كولديرات مياه ساقعة، ونعمل مجمع خدمات صغير كده يدي دروس للطلبة ولا مستوصف طبي."

"يا عم الشيخ من قلة المساجد ما هو كل شارع فيه مسجد أهو؟"

"مش أحسن من الجنينة اللي شوية وتتملي عيال وبنات صيع بيحسسوا على بعض؟"

"خليكوا انتوا كده! ما العمل عبادة يا جدعان، نشغل ولاد الحتة ف السوبرماركت!"

"طب بذمتك إنتَ وهو مش الجراج أوقع بدل أحلام اليقظة دي؟!"

واتسحل الاخوات كل واحد بيدور يشوف كام واحد من ولاد الحتة مستعد يساهم في تصميم الجنينة، واللي لم العيال الملتحين يوزعوا كتيبات "فضل تعمير بيوت الله"، واللي يلف ع القهاوي يحشد العواطلية ورا فكرة الدكان وتشغيلهم فيه.

كل ده ولسة الأرض الفاضية قدام أنقاض العمارة جراج لعربيات الحتة، ويا حسرة بقت جراج مجاني، حتى ماعادش في الخفير يلم من صحاب العربيات تعريفة ركنة! أرض مدّق، في أركانها ريحة بِرَك بول وشياط أكوام زبالة محروقة. والعمارة لسة ركام مهجور. تمشي على أطلال حيطانها الخشنة رجليك تجرش من تاني أزايز بيرة فاضية وسرنجات بلاستيك، ومن ورا أكوام التراب صدى أصوات شهوانية بتحاول تكتم نفسها ف الضلمة... ريحة زبالة وقطط وكلاب ميتة، دبان بيزن ويلزق على وشك ما يِنهَش غير بالضرب.

يا ترى دي آخرة حكاية الاخوات الأربعة؟