جاءنا من القارئ الفاضل محمد شعبان تعليق نبيه على تدوينتنا "ما هي العلمانية؟"، ننشره هنا كما وصلنا، شاكرين له رقيه في الاختلاف والاعتراض، ثم نعقب عليه بردنا على افكاره. ونؤكد على احترامنا الشديد لشخصه الكريم، رغم أي اختلافات في التوجه الفكري.
------------------------
صديقى.. تحية لك يا أخى فى الوطن
أشكرك على هذا الشرح الوافى للعلمانية التى تقتنع بها وتؤمن بها
ولقد كتبت منذ لحظات تعليق فى موضوع آخر لك أتسائل عن أى أنواع العلمانية أنت تؤمن وسط العديد من التصنيفات لها
سأتحدث بإختصار شديد قدر الإمكان لأن الموضوع يحتاج لساعات فى المناقشة والشرح
أشكرك على هذا الشرح الوافى للعلمانية التى تقتنع بها وتؤمن بها
ولقد كتبت منذ لحظات تعليق فى موضوع آخر لك أتسائل عن أى أنواع العلمانية أنت تؤمن وسط العديد من التصنيفات لها
سأتحدث بإختصار شديد قدر الإمكان لأن الموضوع يحتاج لساعات فى المناقشة والشرح
أولاً.. معظم مبادىء العلمانية التى ذكرتها نادى بها الدين الإسلامى وهذه من الأشياء التى أسعدتنى بالفعل بغض النظر عن فكرة الدين كما تقول
وأزيدك من الشعر بيت وهو أن بالفعل الدين الإسلامى يكفل لكل فرد أن يعتنق الديانة المناسبة له طالما هذه الديانة لا تفسد فى الأرض بأى شكل ولا تجعل مع الله شريك فى العبادة وسأشرح لك لماذا بعد أن أذكر لك أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان فى ذات مرة يتجول فوجد مجموعة من الأشخاص غير مسلمين وعلى ما أتذكر كان فيهم يهود وأقباط .. وكانوا يريدون أن يتعبدوا ولكن كان المكان بعيد عنهم فأدخلهم الرسول عليه الصلاة والسلام فى ركن من المسجد وتركهم يتعبدون كل واحد على طريقته داخل المسجد .. وهذا موقف يوضح موقف الإسلام من الديانات الأخرى .. فالدين الإسلامى يلزم المسلم أصلا أن يعتقد ويحترم كل الأديان السابقة والتى هى بالفعل أديان سماوية .. وهنا سأعود لفكرة الإلحاد والشرك بالله الواحد فيقول جون لوك وهو من مؤسسى الليبرالية فى رسالته عن التسامح أنه من الممكن أن تتسامح مع كل الأطياف والمعتقدات إلا الملحدين .. لماذا إستثناهم؟ يقول لإنهم يفسودن الجو العام للدولة فهم لا ينتمون لدين فمن الصعب أن تجعلهم ينتمون لوطن فيه أديان أخرى وساواهم بمن هم ليس لهم إنتماء للوطن أصلا .. وهو من مؤسسى الفكر الليبرالى وتراه يحجم فكرة التسامح التى يعتقد بعض الناس أنها من الأفكار المطلقة الغير قابلة للتعديل أو التقييد .. ومن هنا أقول لك بأن مبدأ الحرية والعدالة فى الليبرالية والعلمانية هى ليست مبادىء مطلقة بل هى مبادىء قابلة للإستثناءات والتحجيم
ثانياً .. أحب أن أرد على جملة (عدم وجود دين رسمى للدولة ككيان سياسى) .. صديقى مصر دولة مسلمة وليس هذا معناه أنها دولة إسلامية دينية .. ولكنها دولة إسلامية مدنية وهذا الغائب عن الكثير من العقول فالدولة الإسلامية منذ نشأتها وهى دولة تدار بطريقة مدنية ولا يوجد مصطلح إسمه اصلا دولة دينية .. وبما أن مصر دولة إسلامية مدنية فلا يوجد أى إشكالية فى أن يكون هناك دستور مدنى تسير به الدولة أمورها .. وأحب أن أقول لك أن هناك ما كان يسمى بصحيفة المدينة أيام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أو دستور المدينة يتكون من أكثرمن 40 مادة لتنظيم العلاقات الداخلية والخارجية وكان هذه المواد لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية فى شىء وكانت الأمور تسير بشكل طبيعى وديمقراطى ولكل شخص حريته كمان سبق وشرحت .. صديقى لا تستمع إلى من يتلاعبون بالدين فهؤلاء بالفعل كما ذكرت رجال دين لا يصلحون كحكام أصلا .. وهناك العديد من الأمثلة على ذلك فى التاريخ الإسلامى ولكن لا يوجد متسع لذكرها هنا
ملاحظة أخيرة .. لاحظ معى أن المبادىء المكتوبة فى نهاية كلامك كلها مبادىء تهمش الدين وتلغيه من الحياة وهذا يتعارض بعض الشىء عن ما ذكرته فى البداية من عدم الفصل التام .. السياسة والإقتصاد والثقافة وغيرها من المجالات هى أمور حياتية بالفعل .. ولكن لا يمكن تركها هكذا بدون توجيه دينى سليم وإلا تفسد الأمور فكما قلت لك لا يوجد شىء إسمه حرية مطلقة ولا تسامح مطلق فالحدود وإن وجدت فهى ليست لتقوم بوظيفتها كحدود مانعة فقط ولكن هى تقيد حركة الفساد والمفسدين بالنسبة لك ولى ولكل المصريين
وأزيدك من الشعر بيت وهو أن بالفعل الدين الإسلامى يكفل لكل فرد أن يعتنق الديانة المناسبة له طالما هذه الديانة لا تفسد فى الأرض بأى شكل ولا تجعل مع الله شريك فى العبادة وسأشرح لك لماذا بعد أن أذكر لك أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان فى ذات مرة يتجول فوجد مجموعة من الأشخاص غير مسلمين وعلى ما أتذكر كان فيهم يهود وأقباط .. وكانوا يريدون أن يتعبدوا ولكن كان المكان بعيد عنهم فأدخلهم الرسول عليه الصلاة والسلام فى ركن من المسجد وتركهم يتعبدون كل واحد على طريقته داخل المسجد .. وهذا موقف يوضح موقف الإسلام من الديانات الأخرى .. فالدين الإسلامى يلزم المسلم أصلا أن يعتقد ويحترم كل الأديان السابقة والتى هى بالفعل أديان سماوية .. وهنا سأعود لفكرة الإلحاد والشرك بالله الواحد فيقول جون لوك وهو من مؤسسى الليبرالية فى رسالته عن التسامح أنه من الممكن أن تتسامح مع كل الأطياف والمعتقدات إلا الملحدين .. لماذا إستثناهم؟ يقول لإنهم يفسودن الجو العام للدولة فهم لا ينتمون لدين فمن الصعب أن تجعلهم ينتمون لوطن فيه أديان أخرى وساواهم بمن هم ليس لهم إنتماء للوطن أصلا .. وهو من مؤسسى الفكر الليبرالى وتراه يحجم فكرة التسامح التى يعتقد بعض الناس أنها من الأفكار المطلقة الغير قابلة للتعديل أو التقييد .. ومن هنا أقول لك بأن مبدأ الحرية والعدالة فى الليبرالية والعلمانية هى ليست مبادىء مطلقة بل هى مبادىء قابلة للإستثناءات والتحجيم
ثانياً .. أحب أن أرد على جملة (عدم وجود دين رسمى للدولة ككيان سياسى) .. صديقى مصر دولة مسلمة وليس هذا معناه أنها دولة إسلامية دينية .. ولكنها دولة إسلامية مدنية وهذا الغائب عن الكثير من العقول فالدولة الإسلامية منذ نشأتها وهى دولة تدار بطريقة مدنية ولا يوجد مصطلح إسمه اصلا دولة دينية .. وبما أن مصر دولة إسلامية مدنية فلا يوجد أى إشكالية فى أن يكون هناك دستور مدنى تسير به الدولة أمورها .. وأحب أن أقول لك أن هناك ما كان يسمى بصحيفة المدينة أيام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أو دستور المدينة يتكون من أكثرمن 40 مادة لتنظيم العلاقات الداخلية والخارجية وكان هذه المواد لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية فى شىء وكانت الأمور تسير بشكل طبيعى وديمقراطى ولكل شخص حريته كمان سبق وشرحت .. صديقى لا تستمع إلى من يتلاعبون بالدين فهؤلاء بالفعل كما ذكرت رجال دين لا يصلحون كحكام أصلا .. وهناك العديد من الأمثلة على ذلك فى التاريخ الإسلامى ولكن لا يوجد متسع لذكرها هنا
ملاحظة أخيرة .. لاحظ معى أن المبادىء المكتوبة فى نهاية كلامك كلها مبادىء تهمش الدين وتلغيه من الحياة وهذا يتعارض بعض الشىء عن ما ذكرته فى البداية من عدم الفصل التام .. السياسة والإقتصاد والثقافة وغيرها من المجالات هى أمور حياتية بالفعل .. ولكن لا يمكن تركها هكذا بدون توجيه دينى سليم وإلا تفسد الأمور فكما قلت لك لا يوجد شىء إسمه حرية مطلقة ولا تسامح مطلق فالحدود وإن وجدت فهى ليست لتقوم بوظيفتها كحدود مانعة فقط ولكن هى تقيد حركة الفساد والمفسدين بالنسبة لك ولى ولكل المصريين
(انتهى تعليق الصديق محمد شعبان)
---------------------------
رد المُدَون الليبرالي
الجزء الأول
يجسد تعليقك يا صاحبي لب الاختلاف بين التيار السياسي الديني والتيار الليبرالي العلماني. فبينما يرفض العلمانيون اقحام الدين ورجاله في تفاصيل السياسة، يرى انصار ربط الدين والسياسة ان الدين كفيل بسد كل اعواز الشأن السياسي والمدني.
الحقيقة ان العلمانيين لا ينكرون ابداً مثالية تشريعات الدين واحكامه! انما نعلن ما علَّمه لنا التاريخ: رغم ان احكام الدين على اطلاقها نموذجية، الا ان تنفيذها على المستوى الجمعي مرهون ببشر يخطئون تارة ويصيبون تارة. اي ان نجاح او فشل هذه الشرائع الدينية مرتبطان بالعنصر البشري المنفذ لها. فقد سُقتَ انت من افعال النبي الكريم ادلة على تحقيق مبادئ الليبرالية والعلمانية بالاحتكام الى التشريع الديني، لكننا نُذَكَّرك ان عصر النبوة قد ولى وخُتِمَ، وصارت الدول تحت رحمة بشر لهم اطماعهم واهدافهم ومواءماتهم وحساباتهم. والتاريخ يفيض بادلة صدق هذه الفكرة: ان امر الدين بالعدل ليس ضماناً لتحقيق الحاكمين باسم الدين للعدل فعلاً! فمثلاً، كما اشرت انت الى موقف النبي الكريم من غير المسلمين الذين سمح لهم بالتعبد في ركن من المسجد، نجد انه بعد النبي، زخر تاريخ الخلافة الاسلامية بالمظالم والتمييز، منها على سبيل المثال لا الحصر ما اوردناه في مقالنا "عش الضبابير: رفض الحكم الديني من واقع تاريخ فتح العرب لمصر". ونجد ايضاً ان المسيحية تأمر بوضوح أن: أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ للهِ (مرقس 17:12)، لكن هذا لم يمنع بابا روما اوربان الثاني عن التعبئة المباشرة للحملات الصليبية بكل حماقاتها، بل اوجد اوربان لتلك الحملات – بقدرة قادر – اسساً دينية ولاهوتية!
خلاصة القول ان التاريخ يثبت فشل تحقيق البشر لقيم الدين العليا على المستوى الجمعي العام (لا المستوى الفردي الشخصي)، بل تحول الدين الى وسيلة لتحليل التمييز والاقتتال والقمع... والتاريخ عامر بالعِبَر، لا يسعها المقال الحالي فاتركها لبحثك ودراستك.
بالنسبة لعبارة جون لوك: لا نتقيد نحن الليبراليين والعلمانيين بتعريفات وتنظيرات المفكرين والفلاسفة، بل ننطلق منها ثم ندرسها ونفندها ونطورها وقد نضيف اليها او نحذف منها؛ فكلامهم ليس وحياً وهم بشر مثلنا، بل قد نتميز نحن عنهم بما لنا من تطور وتقدم في عصرنا وزماننا. اتفق معك تماماً في ان الحرية والعدالة فى الليبرالية والعلمانية ليست مبادىء مطلقة بل هى قابلة للإستثناءات والتحجيم. ولكن يبقى سؤال: ما هي هذه الاستثناءات ومقاييس ذلك التحجيم؟ باختصار، تتقيد حرية الفرد في الليبرالية بحدود من عداه من الافراد، فقط. حقاً، ان روعة الليبرالية في نسبيتها، واستعدادها للتلون وفق اطياف المجتمع الذي ينتهجها. فالليبرالية لن تفرض على مجتمعنا المصري ذي الثقافة الاسلامية اتجاهات دخيلة او غير متناسقة معنا، لكنها في نفس الوقت تتيح لي فرصة الاختلاف مع اطر مجتمعي الفكرية ان اردت. اما ان رأى جون لوك في زمانه غير ما نرى اليوم، نشكر له اجتهاده الفكري، ونقول له قد تغير الزمن وتطورت معطيات الفكر البشري وخبرات الانسانية، ولنا ان نرفض من نظرياته ما ينافي ظروف عصرنا، ونقبل ما يناسبنا، ونضيف لها ما تفتقر اليه!
اما مقولتك ان الملحدين "يفسدون الجو العام للدولة فهم لا ينتمون لدين فمن الصعب أن تجعلهم ينتمون لوطن فيه أديان أخرى وساواهم بمن هم ليس لهم إنتماء للوطن أصلا"، فاسمح لي ان افندها بدون جدال وتنظير وثرثرة، مكتفياً بذكر عدة اسماء لملاحدة، واترك لك تقييم مدى تكديرهم للسلم العام وعدم الانتماء لاوطانهم:
- Mark Zuckerberg، مؤسس فيسبوك، تلك الشبكة الطفرة في تاريخ التواصل الانساني، والتي لعبت دورها الرهيب في اشعال الربيع العرب
- Stephen Hawking، عالم الفيزياء الكونية، احد عباقرة ايامنا الراهنة
- James Watson، الذي فك شفرة الحمض النووي فاتحاً الباب امام علوم الوراثة والجينات وتطبيقاتها العواعدة – الانجاز الذي منحه جائزة نوبل عام 1962
- Jawaharlal Nehru، مؤسس الهند الحديث وراعي استقلالها النهائي عن بريطانيا وواضع حجر اساس ديمقراطيتها
- Richard Strauss، الموسيقار الالمان الفذ الذي وضع اولى مقطوعاته في سن السادسة، وكتب اوركسترات تنتقد هتلر والنازية وقت ان كان وزير الثقافة في المانيا النازية وتحت امرة هتلر نفسه
- Sigmund Freud، ابو التحليل النفسي الحديث
- Giuseppe Garibaldi، موحد ايطاليا في شكلها الذي نعرفه اليوم
- Thomas Edison، صاحب ما يزيد على الـ 1000 اختراع، على رأسها المصباح الكهربائي
- Albert Einstein
وغيرهم المئات ممن لا يتسع الوقت لذكرهم، واتركهم ايضاً لبحثك يمكنك مطالعتهم هنا. لكن الرسالة واضحة: باطل هو القول بأن الدولة الدينية ضرورة لحماية البشرية من تكدير وتخريب الملحدين!
الجزء الثاني
اتفق معك فيه تماماً، لكنني انوه ان هنالك من ينادون الآن بالاعداد لاحياء الخلافة، ويجاهرون برغبتهم في تقنين منع المرأة والاقباط من تولي مناصب معينة في الدولة، ويسكتون راضين عن حل النزاعات الطائفية بجلسات عرفية انتهت بهضم حق الضحية غير المسلم (مثلاً، واقعة قطع اذن القبطي بقنا، هدم كنيسة اطفيح، تهجير عائلات الاسكندرية). العلمانية ليست ضد المجتمع الاسلامي (او اي دين)، انما هي ضد الدولة الدينية اياً كانت. تركيا مثلاً دولة علمانية مجتمعها مسلم. انجلترا دولة قوانينها علمانية لكننا رأينا مسيحية مجتمعها جلية في حفل زواج الامير ويليام – وهكذا.
الجزء الثالث
كي لا اطيل عليك اكثر من هذا، ارد على هذه الجزئية بقائمة اخرى تحوي اسماء عدد من الدول العلمانية، ولك ان تحدد هل "امورها فاسدة"، على حد قولك، لأنها علمانية، ام انها دول نحاول كلنا الوصول الى مستوى علمها واقتصادها ورقيها وقوتها على الساحة الدولية!
- البرازيل
- كندا
- الولايات المتحدة الامريكية
- الصين
- الهند
- اليابان
- كوريا الجنوبية
- تركيا
- فيتنام
- فرنسا
- المانيا
- اسبانيا
- السويد
- استراليا
ولا ننكر طبعاً ان كثيراً من هذه الدول يشهد اشكالاً متفاوتة من الانحلال الاخلاقي، لكنه لم يرتبط بعلمانيتها انما بماديتها الشديدة منذ الحربين العالميتين. واقول ان الفضيلة والخلق الحميد لا يمكن فرضهما بقوة القانون، فحتى الجرائم لا يمنعها القانون، انما يعاقب عليها وحسب! وعلى النقيض الآخر، لا نجد دولة واحدة ممن تسمي نفسها "دينية" صحيحة الديمقراطية او مثالية الاخلاق، بل على العكس! فطبقاً لهذه الاحصائية، نسب البحث عن كلمة sex على الانترنت عام 2006، كانت كالآتي:
- باكستان
- الهند
- مصر
- تركيا
- الجزائر
- المغرب
- اندونيسيا
- فيتنام
- ايران
- كرواتيا
أي من العشر دول الاكثر بحثاً عن المواقع الجنسية على الانترنت، نجد 6 دول تصف نفسها بأنها "اسلامية"!
اخيراً، مشكلة الدولة التي ترفض العلمانية وتلجأ لتطبيق تشريع ديني دون غيره، العلمانية ترفض فرض رؤية دينية واحدة على مجتمع تتعد ر