للزوار الجدد: لحظة من فضلك! نرجو الاطلاع على سياسة المدونة قبل قراءة التدوينات

Saturday, January 28, 2012

الاخوان، شعب الله المختار

لم اتصور ابداً يوماً اقول فيه وانا في التحرير: فاِكس يللا نمشي!


ذلك المكان الذي، حين خطوت فيه اول مرة منذ حوالي العام اقشعر بدني بالمعنى الحرفي للكلمة وانحشرت كلماتي في حلقي، لم اطِق البقاء فيه ليلة الجمعة 27 يناير 2012 اكثر من نصف ساعة!


فبغض النظر عن ان المكان الذي تطهر يوماً بدماء شهداء وعرق ودموع شباب ثوار تتطاير فيه القمامة يمنة ويساراً، وامتلأت صناديق المهملات وفاضت، مزقتني شعارات منصة الاخوان المسلمين! سمم كياني الجو الغريب عن ميداننا حولها!


وصلتُ لحظة ما كان احد منشدي الاخوان يبدأ "فقرة" جديدة على منصتهم، فقرة اناشيدهم الدينية. رفضت المشاركة في تلك الاناشيد. فالاناشيد تلك مكانها حلقات الذكر. اما هنا، في ميدان التحرير، فنحن موجودون لأهداف واضحة محددة مسبقاً مُتَفَق عليها. ووصل الاستفزاز مداه حين صعق اذني مقطعاً انشدوا فيه: "نحن عصبة الاله"! ثم استثار المنشد المتجمهرين بهتاف: "اسلامية! اسلامية!". ردد هؤلاء المواطنون الطيبون من قلوبهم: "اسلامية!" طمعاً في رضا ربهم. اما ارباب المنصة، فاظن ان هتافهم كان طمعاً في رضا الناخبين، وغزلاً عفيفاً لهم حتى يمطروا الصناديق بمزيد من الاصوات لحزب الحرية والعدالة. وكم هالني حين عدت الى منزلي مدلول بقية المشهد؛ فبعد الاناشيد والشعارات الدينية التي رفضت ترديدها، بدأ منشد الاخوان نشيد "اسلمي يا مصر انني الفدا...". كان رد فعلي التلقائي اللا واعي انني لم اشاركه الغناء! نعم، اعترف ان تاجر الدين ذاك استطاع ان يسكتني عن الغناء لمصر! فكانت كل موجة من موجات صوته المرددة لشعارات دينية مفتتةً لنبتة الانتماء في داخلي، تلك النبتة التي كافحت طوال عام مضى كي اقيها شر ما حولها!


سارعت طبعاً الى منصة الشباب الحر، والمقامة في مواجهة منصة الاخوان. "اخوان... بايعين... ثورتنا من زمان!" هكذا هتفت مع شاب يقود المنصة. شاب مثلي، يرى الواقع والمستقبل كما اراهما. يتكلم بالفاظي وجُمَلي البسيطة لا بعبارات رنانة رنين الطبول – فالطبول هي الاعلى صوتاً لكنها فارغة مجوفة لا لب لها – وطموحاته، مثلي، لا تشمل مناصب او سلطة او مركزاً. امله، مثلي، ان يرى وطننا – لا ذاته واتباعه – في الصفوف الاولى، وطناً حراً قائماً على المساواة بين المواطنين واحترام حقوقهم، وعلى شفافية المسئولين وسعيهم وراء خدمة مصالح الوطن لا رغباتهم السلطوية المكبوتة.


لقد تفنن الاخوان المسلمون في تذويب وتفتيت الثورة! لا اعلم اي حس ذلك الذي اوقفهم بمنصتهم في مواجهة منصة الشباب الحر، يحاولون التغطية على هتاف "كلنا ايد واحدة!" بهتاف "اسلامية! اسلامية!". يا عالَم، هؤلاء الشباب الذين تحاولون الشوشرة عليهم وتقفون في مواجهتهم هم مَن حرثوا لكم بسواعدهم ورووا بدماهم تربة تحولتم فيها من فئران الجحور الى نواب الشعب! ليست اسلامية ولا قبطية بل هي مصرية! تريدونها اسلامية اذهبوا الى افغانستان ورجوا حوائط الكهوف بهتافاتكم كما تشائون! وتريدونها قبطية شدوا الرحال الى دولة الفاتيكان! لا للدولة الدينية! صحيح، "اتنين مالهمش امان، العسكر والاخوان"!


تناسى الاخوان ان البرلمان الذي نالوا اغلبيته هو برلمان الثورة لا برلمان الجماعة، والثورة هي ثورة المحروسة لا ثورة المحظورة، ومصر للمصريين لا لـ"شعب الله المختار" كما يرون انفسهم! البرلمان ينتسب للثورة وميدانها، لا العكس. البرلمان منبثق عن الميدان نابع منه. البرلمان هو الصيغة الرسمية لهتافات الميدان. البرلمانيون – نظرياً – هم المتحدثون الرسميون المكلفون من الميدان. الميدان هو الينبوع المترقرق الذي تفرعت منه قناة البرلمان. فماذا يحدث للقناة حين تنفصل عن الينبوع اصلها؟ تركد مياه القناة وتأسن، وتتراكم فيها الاوساخ، حتى تصير القناة وحلاً عفناً سرعان ما يجف. اما الينبوع؟ فيبقى على جريانه ونقائه وطهارته واندفاعه!


ارى ان الحمل على اكتاف الثوار الحقيقيين، ابناء الـ18 يوم، قد تضاعف، فقد كشرت جبهة ثانية عن انيابها امامهم. بات جلياً ان الاخوان المسلمين القوا من ايديهم علم مصر ليتفرغوا لمسح البيادة. فبينما اهتز البلد منذ 25 يناير 2012 هزة لا ينكرها مَن رأى المسيرات باقنعة الشهداء وسمع هتافات "يسقط حكم العسكر!"، لا زال الاخوان في وادٍ آخر، منتشين بمزحة "الاحتفال" الماسخة: "الجماعة مستمرة في قرارها الذي اتخذته مسبقا بمغادرة ميدان التحرير فجر اليوم السبت، وذلك بعد انتهاء فعاليات الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير. لا مبرر لوجود الجماعة بالميدان عقب ذلك، خاصة وان الاحتفال بالثورة قد انتهى بالفعل" (محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، عن جريدة البديل الجديد). اذاً فبالنسبة للاخوان، الثورة انتهت، و "لا مبرر" للوجود بالميدان بوصولهم لسدة الحكم. وليحترق الشهداء واهاليهم، وتباً لكل من انتُهِك طوال العام الماضي، وليذهب استقلال القضاء الى الجحيم، وليظل الاعلام الرسمي على سخفه. اما هم، فيريدونها "هيصة"!


يبدو انه كما خلعنا حسني مبارك ولا زلنا نصارع اذياله وبواقي نظامه المتناثرة داخل كل مؤسسات الدولة، سيأتي يوم قريب يذهب فيه العسكر، لكننا سنحتاج بعده ايضاً الى منازلة واستئصال اذيالهم التي تتلوى بين صفوفنا وحتى داخل ميدان تحريرنا!




Thursday, January 26, 2012

سياسة المدوَنة

  • المدونة هذه، اولاً واخيراً، هي منبر لشباب مصري، يرى في الليبرالية منفعة لهذا الوطن. هذا رأينا، ولولا اختلاف الآراء لضمرت العقول.
  • انطلاقا من ليبراليتها، تلتزم ادارة المدونة بالسماح بنشر التعليقات اياً كانت تحت كل تدوينة. وتلتزم الادارة بعدم مسح اي تعليق مهما كان مختلفاً مع آراء المدونة او مفحماً لها او حتى مهيناً للمُدَوِنين. كما نلتزم ايضاً بعدم الرد على اي تعليق، لئلا يفوتنا تعليق قارئ كريم من القراء فيظننا متجاهلين اياه.
  • تنشر ادارة المدونة من وسائل الاعلام بعضاً من المقالات والفيديوهات وغيرها. كل ما يأتي في هذه الاستعارات الاعلامية هو على مسئولية اصحابه، كُتّاباً او رسامين او متكلمين، ونخلي مسئوليتنا تماماً عما يأتي فيها. لذا تحرص الادارة على ذكر اسم صاحب المقال (وصورته ان امكن) والمصدر الأصلي للاقتباس. كما نخلي مسئوليتنا تماماً عما يأتي في تعليقات السادة القراء. اما آراؤنا الشخصية والتي تتحمل مسئوليتها ادارة المدونة، فهي المدرجة في قسم "بقلم المُدَوِن الليبرالي".
  • تحرص ادارة المدونة على عدم تحديد هوية دينية معينة لها. ما يعنينا ان تعرفوه عنا هو اننا مصريون. اما مَن منا مسلم  ومَن منا مسيحي فلا قيمة له في هذا السياق. فهذه المدونة معنية بالشأن السياسي والفكر السياسي، وليست مدونة دينية.
  • نؤكد ان اي انتقاد او هجوم يرد في مقالات المدونين هو لأفكار ومبادئ وتوجهات لا لأشخاص. نحترم كل الاشخاص دون استثاء، لكن لا يوجد فكر فوق النقد.
  • نرحب باستفساراتكم واقتراحاتكم من خلال تعليقاتكم على هذه اللائحة ادناه. هذه هي المساحة الوحيدة التي سترد فيها ادارة المدونة رداً مباشراً على تعليقات السادة القراء.
نتمنى لكل زائر لهذه المدونة ان يجد فيها استفادة.

عاشت مصر حرة من كل قيد ومستقلة عن كل ما ومَن لا ينتمي اليها.




اراد ان يحتفلَ هؤلاء

اراد المجلس العسكري ان يحتفل بعيد ميلاد حكمه بعد انزياح غمة توريث الحكم لمدني لا ينتمي للمؤسسة العسكرية.


ارادت قيادة الشرطة العسكرية ان تحتفل باصدار صك غفران خطاياها الدموية في حق الثوار طوال العام الماضي.


اراد رجال التيارات الدينية السياسية ان يحتفلوا بانقضاء ايام الاستتار في الجحور واستبدال صفقات امن الدولة الظالمة "الخنوع مقابل البقاء" بصفقات "الكرسي مقابل امان الخروج".


اراد الفلول ان يحتفلوا بأنها والحمد لله جَت على كده. سقط رأس نظامهم، لكن بقى لهم النظام نفسه، يستعيد عافيته وبأسه شيئاً فشيئاً.


رأينا مَن اراد للميدان الذي زأر فيه الشهيد ثم نزف دماءاً ومات ان يصير مَرقَصاً ومسرح منوعات.


حقاً، ان آفة حارتنا النسيان!


فقد نسى اولئك مطلب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية! نسوا جثامين مينا دانيال وعلاء عبدالهادي والشيخ عماد عفت التي تنتفض في قبورها عند وقع كل قدم تضرب ارض الميدان رقصاً... تنتفض عساها تُذَكِّر اولئك "المُحتَفلين" بما مات الشهداء لأجله، تلك الاهداف التي طغت على صوتها في عقول "المُحَتفِلين" نغمات الطرب والزمر والزغردة بالوصول الى سلطة، سلطة هي في الاصل منبثقة عن ميدان التحرير ونبضات قلبها انما هي من حرارة دماء مئات الشهداء! نسى اولئك "المحتفلون" عيون حرارة ورضا وعشرات الشباب الذين لا نعرف اسماءهم، لكننا نراهم كل يوم في الشارع بنظاراتهم السوداء او ضمادات عيونهم. فقد كادوا ان يصيروا فعلاً "في الشارع"... الثورة التي ازكوا لمعانها بنور عيونهم باتت قاب قوسين او ادنى من الطرد في الشارع خارج الميدان، بينما حاول اولئك "المحتفلون" تعبئة الميدان بالراقصين والمطربين، فرحاً بنشوتهم المتلذذة بالمقاعد الوثيرة تحت القبة اللامعة، وكأن تلك هي نهاية السعي والمطاف!


لكن الثوار الحقيقيين اعادوا المياه النقية الى مجاريها المستقيمة. بينما نصب "المحتفلون" تياترو، خرجت المسيرات مرة اخرى من انحاء العاصمة صوب التحرير. ويا لاحباط "المحتفلين"، فلم تكن تلك مسيرات بالخيول الراقصة والحلوى والرق والصاجات، انما كانت مسيرات غطى فيها الافراد وجوههم بايقونات الشهداء الذين سقطوا منذ "نجاح" الثورة المزعوم، فكانت رسالة: تذوب الاشخاص ولا يبقى غير حلم اولئك الشهداء الذين اتخذناهم هوية لنا! فكانت وجوه الشهداء المطبوعة تلك وحدها كفيلة للرد على كل مَن اراد اختزال الثورة في برلمان او احزاب. فالهتاف الذي دحرج مبارك عن كرسيه لم يكن مطالباً بمجلس ولا نواب، انما كان بالاحرى مطالباً بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية! فخرجت الآلافات اليوم تعلن: لن نحتفل نحن المصريين الثائرين الحقيقيين الا حين ننجز انجازاً حقيقياً! ليس البرلمان الذي تبادل التهاني مع المجلس العسكري وصياً علينا، انما نحن، الشعب في ميدان التحرير، اولياء نعمته!


فبينما اراد قوم "الاحتفال" بغنيمة سقطت في حجرهم دون عناء منهم، عاد الشعب يُذَكِّرهم: ما بين ايديكم الآن هو من فضل ربي اولاً وفضل شعب بذل عيوناً واجساداً بل ارواحاً!


ارى اليوم رسالة زاعقة لكل مَن اعتبر نفسه "فارساً مغواراً" و"حاوياً عبقرياً"، وتوهم انه سيكسب الشارع في العلن والمجلس العسكري في الخفاء: الميدان سيدكم، والاصوات التي رفعتكم الى البرلمان ستسحبكم الى الاقبية كما فعلت مع مَن كانوا اقدر منكم، ان تصورتم للحظة انكم اصحاب الحل والربط والقرار، وان المرجعية هي لشبقكم للسلطة لا لروح ميدان التحرير التي تجلت طوال 18 يوم في 2011، وعادت تسترد تلألؤها في 2012!


اقترحتم الدية والخروج الآمن، وحييتم الجنرالات في الايام الماضية، فجاء رد الشعب عليكم بقوة الرد الذي ارسلوه يوماً حين قالوا: مش هانمشي! هو يمشي! واخالني في غنى عن تذكيركم بما احدثه ذلك الرد منذ عام، كما انني في غنى عن تحذيركم مما قد يحدثه رد اليوم!


تحية لانتفاضة اليوم 25 يناير 2012، وكم اتمنى ان تدوم وتنمو فتعوضنا عما فاتنا طوال العام الماضي، فتعود الثورة الى صراطها المستقيم الذي رُسِمَ في ميدان التحرير طوال الـ18 يوم، واراد البعض تحويله ليصب في نرجسيتهم وشهوتهم للسلطة. خلق شباب مصر منهجاً جديداً لوطننا، وفي براءتهم وصفاء نيتهم تركوه ليجمع ريعه "المحتفلون"، ولكن تبقى قيمة الانسان في ما يخلقه، وان كان قليلاً، وليس في ما يجمعه وان كان كثيراً (جبران خليل جبران)!


في الثورات، القناعة يأس والرضا بالقليل انتحار.



Tuesday, January 24, 2012

البرلمان الاسلامي (اللي كان مفروض يبقى الثوري)... هَمّ يضحك





Monday, January 23, 2012

قصة فيلم يرهبها كل مَن حكم فبطش: V For Vendetta








تدور الاحداث في فترة الـ 2030، في تصور افتراضي لعالم بائس يعاني من الآفات البيئية، وترزخ فيه المملكة المتحدة تحت نير حكومة استبدادية بقيادة حزب Norsefire الفاشي.Evey Hammond، امرأة شابة تعمل في شبكة التلفزيون المملوكة للدولة البريطانية، تتعرض لمحاولة اغتصاب على يد افراد من الشرطة السرية (تطلق عليهم ايفي اسم "Fingermen")، وينقذها من بين ايديهم ناشط سياسي مُقَنَّع بقناع Guy Fawkes "جاي فوكس" (سنوضح قصته لاحقاً) معروف باسم V "في".ثم يصطحبها الى سطح بناية لتشاهده وهو يدمر مبنى المحكمة الجنائية المركزية. يحاول حزب نورسفاير ان يفسر التفجير بأنه عملية هدم اعتيادية لبناء كان آيلاً للسقوط، ولكن في يسيطر على بث التلفزيون الرسمي في اليوم نفسه، ويكشف الاكذوبة، حاثاً الشعب البريطاني على الانتفاض ضد الحكومة القمعية، ثم مقابلته بعد عام واحد، في 5 نوفمبر تشرين الثاني التالي، امام مبنى البرلمان، والذي وعد بتدميره اما اعينهم في ذلك اليوم. تساعده ايفي على الهرب، ولكنها تتلقى ضربات تفقدها وعيها في المواجهات اثناء هروبهما.





يأخذ في الفتاة إلى مخبأه، حيث تُفاد بأن عليها الاختباء حتى 5 نوفمبر صوناً لسلامة حياتها. حين تكتشف ايفي ان في يقوم بسلسلة اغتيالات ضد مسؤولين حكوميين، تهرب الى منزل مديرها في العمل، الكوميديان Gordon Deitrich. في ليلة من الليالي، يقدم جوردون عرضاً ساخراً عن الحكومة في حلقة من حلقات برنامجه التلفزيوني. تقوم الشرطة السرية بمداهمة منزل جوردون، وتعتقله هو وايفي. تتعرض ايفي للتعذيب لعدة أيام في محبسها، على امل استخراج معلومات عن في منها. ولا تجد ايفي العزاء طوال محبسها الا في مذكرات سجينة اخرى، Valerie Page، التي اعتُقِلَت لكونها مثلية (سحاقية). واخيراً، تُهَدد ايفي بالقتل ان لم تكشف عن مكان في. ولكن في تحدٍ، رغم انهيارها البدني، ترد ايفي بأنها تفضل الموت، فيُفرَج عنها. تكتشف ايفي عندئذ انها كانت في مخبأ في طوال الوقت، وأنه قام بتمثيل ذلك الاختطاف والسجن والتعذيب لتحريرها من مخاوفها. ثم تكتشف ان جوردون اُعدِم بتهمة امتلاك نسخة من القرآن الكريم، بينما كانت مذكرات فاليري في حوذة في منذ سنوات، اذ حصل عليها منها شخصياً حين كان هو نفسه معتقلاً. تكره ايفي المُقَنَّع في بادئ الأمر لِما فعله بها، لكنها سرعان ما تدرك انها قد صارت اقوى وحرة الروح. تغادر ايفي مخبأ في، على موعد بالعودة قبل 5 نوفمبر.







اثناء التحقيقات، يكتشف المفتش Finch، قائد شرطة سكوتلاند يارد ، حقيقة وصول نورسفاير إلى السلطة، واصول في: قبل 14سنة، انهارت الولايات المتحدة جراء هجوم بالأسلحة البيولوجية، التي استخدمتها سراً جماعة صارت فيما بعد نواة حزب نورسفاير. وشهدت بريطانيا اثاراً سلبية شديدة جراء حالة الفوضى الناجمة عن انهيار الولايات المتحدة. قاد حزب نورسفاير حملة تطهيرية لاستعادة النظام في البلاد، اختفى خلالها الكثيرون من "اعداء الدولة" – اي كل مَن لم يستوفوا معايير "النقاء" كما يراها الحزب. ماجت البلاد سخطاً على فقد الحريات، حتى وقع هجوم ارهابي بسلاح بيولوجي على مدرسة ومحطة لمعالجة المياه ومحطة لمترو الانفاق، ادى الى حوالي 80,000 وفاة. وسمحت حالة الذعر المتولدة عن الهجوم بفوز ساحق لحزب نورسفاير في الانتخابات التالية، ومن حينها سكتت كل الاصوات المعارضة، وتحولت المملكة المتحدة إلى دولة سلطوية تحت حكم التشانسيلر الاعلى Adam Sutler. وبعد ذلك بفترة وجيزة، اُعلِنَ عن علاج للفيروس المُستَخدَم في الهجوم الإرهابي، انتجه شركات ادوية على صلة بحزب نورسفاير. يستنتج فينش ان ساتلر ومعاونه، رئيس مجلس الامن Peter Creedy، قد دبرا تلك الكارثة للاستيلاء على السلطة. وقد تم تطوير هذا الفيروس القاتل من خلال التجريب على "المنحرفين اجتماعيا"والمنشقين السياسيين في مُعتَقل عسكري في لاركهِل، حيث كان في معتقلاً مع فاليري. وعلى عكس بقية السجناء الذين تعرضوا للتجارب البيولوجية، اكتسب في قدرات متميزة، ثم تمكن من الفرار عند تدمير المركز. اكتشف فينش ايضاً ان سلسلة الاغتيالات ضد كبار اعضاء حزب نورسفاير لم تكن الا في ينتقم من المتورطين في لاركهِل وتجاربه.







وبينما يقترب اليوم الموعود 5 نوفمبر، تسبب خطط في المختلفة فوضى في المملكة المتحدة، ويبدأ المواطنون في التشكك في قدرات حكم نورسفاير. ينظم في توزيع الآلاف من أقنعة جاي فوكس. وفي عشية يوم 5 نوفمبر، تزور ايفي الرجل في كما وعدت، والذي يريها بدوره قطاراً في مترو انفاق لندن (الذي اصبح مهجوراً)، وقد ملأه بالمتفجرات لتدمير البرلمان. يترك في الأمر لإيفي، من حيث قرار استخدام القطار فعلاً من عدمه، اذ يعتقد انه لا يصلح للبت في ذلك القرار الحاسم. يغادر في بعد ذلك للقاء كريدي، لتتميم صفقة مبرمة بينهما تتضمن تسليم ساتلر لـفي والناشطين في مقابل استسلام في نفسه. يقتل كريدي رئيسه ساتلر امام في، ولكن الاخير يرفض تسليم نفسه، فيتعرض لوابل من الرصاص اطلقه "الحرس الامبراطوري"، حرس كريدي الخاص. بالكاد ينجو في من الموت بفضل سترته الواقية من الرصاص المخفية تحت ثيابه، ويقتل كريدي ورجاله. مثخناً بالجراح، يعود في الى ايفي، ويشكرها، ويعترف بحبه لها، ثم يتوفى وهو في ذراعيها.







بينما تسجي ايفي جثمان في داخل القطار، يعثر عليها فينش. ولأنه اكتشف الكثير عن فساد نظام نورسفاير، يسمح لها بارسال قطار المتفجرات في طريقه. يخرج الآلاف من سكان لندن سلمياً، مرتدين اقنعة جاي فوكس، وعزل بدون اسلحة، في مسيرة الى البرلمان لمشاهدة الحدث. ولأن كريدي وساتلر قد ماتا، لم يوجد مَن يعطي الاوامر لقوات الجيش، والتي تستسلم في مواجهة ذلك العصيان المدني. ينفجر مبنى البرلمان وساعة بيج بين. يسأل فينش ايفي عن هوية في، فتجيبه: كان نحن جميعا!




الانتاج
الفيلم انتاج عام 2005، اخرجه James McTeigue انتاج Joel Silver و Wachowski brothers، وهو مأخوذ عن سلسلة قصص مصورة تحمل نفس الاسم، من تأليف Alan Moore ورسومات David Lloyd. الفيلم من بطولة:
Hugo Weaving في دور V

Natalie Portman في دور Evey Hammond

Stephen Rea في دور المفتش Finch

John Hurt في دور Adam Sutler

Stephen Fry في دور Gordon Deitrich

Tim Pigott-Smith في دور Peter Creedy

Natasha Wightman في دور Valerie Page




وتابعونا لمعرفة قصة Guy Fawkes...



نراكم في ميدان التحرير يوم 25 يناير لاستكمال ثورتنا.


يسقط يسقط حكم العسكر!




Friday, January 20, 2012

الاسلاميون ايضاً "يسفهون" اختيار الشعب


يتفنن كثير من الاسلاميين في اشهار تناقضاتهم وفراغ شعاراتهم... فبينما يرددون الى حد الهوس شعار "احترام ارادة الشعب المتمثلة في اختيار نائبي البرلمان"، ها هو احدهم يسخر من "اختيار الشعب" لنائب برلماني من الكتلة المصرية، قائلاً:

ماهو من سواد الايام علينا ان اشباه هؤلاء بقوا نواب علينا.

ويل لوطننا تحت حكم تخابثكم واكاذيبكم وتلونكم!

التوهان؛ اضغط على الصورة للتكبير

من على
Facebook

Thursday, January 19, 2012

تعددت المرجعيات، والظلامية واحدة

في دلالة قاطعة على ان الرجعية والظلامية لا دين لهما، او انهما بالأحرى مشكلتا عقليات بشرية لا مشكلتا عقائد، وعلى ان رفض الليبراليين والعلمانيين لحُكم المتسربلين برداء الدين (فقط الرداء!) ليس رفضاً للدين انما هو رفض لسحل المجتمعات والعقول والقيم في اوحال الرجعية وراء ستار الدين، حتى تبقى المجتمعات اسيرة الماضي فتخشع امام رجال انحصروا فيه، اعرض هذين الخبرين.

الخبران من الصحافة العالمية عن الاحوال اليهودية، لا علاقة لهما اذاً لا باسلام ولا بمسيحية – حتى لا يتهمنا هواة المغالاة والتضليل من الطرفين بمعاداة الدين. ويظهر جلياً في الخبرين محدودية الأُطر التي يفكر فيها من يتطفلون على السياسية باسم الدين، والنتائج الطبيعية والمتوقعة للتقوقع في القديم ورفض التجديد والمجددين.
 

الخبر الأول هو: المصري اليوم: رئيس «شاس»: نقص الإيمان سبب فشل إسرائيل 

ولن اعلق عليه باكثر من العبارة التالية:
إن الإخوان عندما اكتووا بنيران الظلم والاستبداد وغيبوا في السجون والمعتقلات وتعرضوا للتعذيب والتنكيل، كان الله للظالم بالمرصاد فبعد كل تنكيل بالإخوان كان الانتقام الإلهي شاملاً وعاماً فعقب اعتقالات الإخوان في 54 كانت هزيمة 56 ، وعقب اعتقالات 65 للإخوان كانت الهزيمة الساحقة في 67 ، وفي مصر مبارك تعرض الإخوان للاعتقالات والسجن والمحاكمات العسكرية الظالمة فكان سقوط النظام بأكمله عقب ثورة 25 يناير.
(د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
في رسالته "فى ذكرى 5 يونيو 1967" – يونيو 2011)



الخبر التفصيلي الاصلي:

وكم لفتت نظري جملة صادمة في تغطية نيو يورك تايمز للخبر:
In other words, while rejecting the state, the ultra-Orthodox have survived by making deals with it. And while dismissing the group, successive governments — whether run by the left or the right — have survived by trading subsidies for its votes.
وترجمتها:
أي، بصياغة اخرى، بينما يرفض اليهود المتشددون الدولة القائمة، الا انهم ظلوا باقين بعقد الصفقات معها. وبينما تقلل الحكومات المتتالية (سواء يمينية او يسارية) من شأنهم، بقت عن طريق منحهم المعونات مقابل اصواتهم الانتخابية.

فلننتبه سريعاً الى التشابه، بل التطابق، بين ما سبق وبين ما يعرفه الجميع عن الصفقات بين امن دولة النظام السابق والتيارات الاسلامية المتشددة، والتي كانت بمثابة علاقة حب-كره بين الطرفين: خدمات "من تحت المائدة" مقابل البقاء. اترك التفاصيل والدلالات والاستنتاجات للقارئ النبيه.

والى حانب ما سبق، الخبر عامر بتفاصيل مثل منع المُحاضِرات الاناث من اعتلاء المنصة في مؤتمر من المؤتمرات، وبصق رجال يهود متشددين على طفلة 8 سنوات بسبب ما ارتأوه لباساً غير محتشم، وتسويد وجوه النساء على اللوحات الاعلانية! ثم يستطرد الخبر في وصف تزمت اولئك الـ "حاريديم" في التفاصيل المتعلقة بالملابس واللحية والشعر وغطاء الرأس! اخالنا في غني عن ذكر ملاحظاتي؛ فبتعديل مصطلحات بسيطة، تصلح فقرات الخبر المذكور اعلاه لوصف مؤتمر من مؤتمرات حزب النور السلفي (مثلاً لا حصراً) وما يأتي فيه من تصريحات ومطالبات. وليس بعيداً عن الاذهان المؤتمر اياه في الاسكندرية والذي غطى منظموه نافورة تزينها حوريات بفراشة!

الطريف في الامر (ايضاً من نص الخبر الانجليزي) ان يهود الـ "حريديم" اولئك يرون حكومتهم قد ضلت عن صحيح الدين، وانها هالكة لا محالة!



وبينما نظم ليبراليو اسرائيل الحملات والفعاليات للرد على التيار الرجعي، وذلك من خلال العروض ولافتات التوعية واصدار التعليمات للمنظمات المختلفة بمقاطعة الفعاليات التي تمنع مشاركة المرأة – في رقي هو المعتاد من العقل الليبرالي الذي لا يملك اي اداة اقصاء، اذ ان اساس منهجه السياسي هو سواسية الكل رغم الاختلاف –  كان رد رجال الدين اليهودي المتشديين، والذي اورده كما جاء في الخبر حتى تشاركني قشعريرة الدهشة:

Religious authorities said liberal groups were waging a war of hatred against a pious sector that wanted only to be left in peace.

قالت سلطات دينية ان الجماعات الليبرالية تشن حرب كراهية على جماعة من الاتقياء لا تريد الا ان تُترَك وشأنها في سلام.


حقاً، الانسان هو الانسان! فحين يجد ضعيف الحجة ظهره الى الحائط، لا يجد مخرجاً غير شخصنة الحوار وتحويله الى مواقف شخصية لا سجال افكار وعقليات! العلمانية، اذاً، ليست قضية رفض تعاليم الدين او ازدراء التزاماته، كما يحلو للبعض تصويرها، انما هي بكل بساطة وتجريد، المطالبة بأن يكون لكل فرد حريته الدينية او حقه في الالتزام بعقيدته، لكن دون التدخل في شأن غيره من الافراد، وعدم التمييز بين مواطن وآخر على اسس دينية!

اخيراً، ونحن على بُعد ايام من 25 يناير (اليوم الذي نأمل ان يكون انتعاشاً للثورة التي لم تكتمل بعد)، اقول لكل قانع بمحاكمة هزلية لرموز النظام السابق، وبمقاعد برلمانية في ظل اعلان دستوري مُلَفق، وبتغيير شكلي لم يصل يعد الى لب الوطن، اقول لهم: اسمحوا للثورة بالتغلغل في كيانكم وعقولكم، لا تتركوها حدثاً خارجياً لم يؤثر فيكم بعد. لا تكونوا كمن وصفهم جبران خليل جبران: كثيرون هم الذين يرفعون رؤوسهم فوق قمم الجبال، اما نفوسهم فتبقى هاجعة في ظلمة الكهوف!


ولكل مَن يحلم بتنصيب نفسه رقيباً على العقول والافكار والتوجهات والاختيارات الوجدانية، اصرخ مع جبران:
كبل يدي ورجلي بالقيود وانزل بي الى ظلمة السجون فأنت لا تقوى على اسر فكرتي لأنها حرة كالنسيم السائر في فضاء لا حد له ولا مدى!





رب صورة خير من الف مقال! فتيات يهوديات متشددات في طريقهن الى مدارسهن في القدس


شكر خاص للصديق الفاضل د. عمر علاء



Tuesday, January 17, 2012

باسم يوسف راب للإخوان... حين يتفوق المبدع على نفسه ابداعاً

ضع للمقال التالي العنوان اللي تشوفه مناسب

دون اهدار الوقت في مقدمات، اقرأوا معي ما يلي، ثم اعقبه بتعليق قصير ومفاجأة صغيرة...
---
  • الظاهر اننا جميعاً نعاني من حدة غريبة علينا في الطبع وضيق الصدر، وخطف للمعاني خطفاً، وحساسية شديدة للنقد.
  • المصير الطبيعي لقضية اي شعب، ان يملك زمامها بنفسه ولنفسه اولاً.
  • النعامة ابداً لا تدفن رأسها في الرمال انما هي تقرب من رأسها العالي وتلوي عنقها لكي يصبح الرأس قريباً جداً من الأرض لتسمع دبيب أي قطيع متوحش قادم، وتدرك من أين هو قادم، لتحدد اتجاه نجاتها وانطلاقها بسيقانها الى ابعد بعيد. اذن حتى النعامة لا تتعامى عن الخطر. الانسان هو الحيوان الوحيد الذي أحياناً ما يرى الخطر ولكنه يتعامى عنه.
  • لا بد أن يكون من صميم عمل السفير في اي بلد عربي ان يقيم اوثق الروابط مع الجالية المصرية، وان يطالب بحقهم في التكتل دفاعاً عن انفسهم ضد اي ضرر يلحق بأحد منهم. ولترتفع كرامة المصري في كل مكان يعمل به. فهو اخلص من يعمل واشرف من يبذل الدم والعرق في سبيل كل دولار او دينار او ريال سيناله.
  • علينا ان نأخذ العمالة المصرية في الخارج مأخذاً جاداً جداً، وعلينا أن ندرس ونحصي بالضبط عدد من يعملون بالخارج ونوع اعمالهم وتخصصاتهم حتى لو احتجنا لاحدهم استقدمناه كخبير (غير اجنبي) ودفعنا له اجر الخبير الاجنبي فهو اولى وقلبه هو اللصيق بقلوبنا ومصلحتنا.
  • كنز وجودنا الاصيل: المواطن المصري في الداخل او في الخارج.
  • منذ البداية كنت اعترض على كلمة حياة ديموقراطية "سليمة" هذه، فلا توجد حياة ديموقراطية سليمة وحياة ديموقراطية غير سليمة، وانما توجد حياة ديموقراطية او حياة غير ديموقراطية.
  • لا شئ هناك اسمه الحرية، هكذا، في الهواء، الحرية مجرد رغبة بشرية لا يمكن ان تحقق نفسها الا من خلال كفاح الانسان ونضاله وقدرته على التحقيق. الحرية مقترنة بتطبيق محدد.
  • نحن قد جعلنا من الانفتاح راسمالية بدون قواعد اللعبة الراسمالية الكاملة، واذا سمينا الاشياء باسمائها، فإن قمة الراسمالية في العالم هو النظام الامريكي، والنظام الامريكي قائم على مبدأ حرية المنافسة التجارية والصناعية والزراعية، ولهذا فالحرية مطبقة في كل ناحية من نواحيه، وضمانات الحرية، حرية تكوين الاحزاب، حرية التعبير، حرية اصدار الصحف، حرية مهاجمة الكنيسة حتى، مكفولة تماماً بحكم الدستور.
  • نحن فقراء فكرياً لأننا لا ننتج ونحن لا ننتج لأننا حقيقة فقراء فكرياً وليس لأن هناك ازمة اقتصادية اوتضخماً.
  • لا يمكن للانسان ان يكسب الا بفكرة يتفتق عنها ذهنه وهكذا من المستحيل على شعب لا يفكر ان يكسب الا ان يفكر بعض افراده بطريقة منحرفة، ويسرقون.
  • لكي ننتج لا بد ان نرسى على بر. اما ان نصبح راسماليين بكل الضمانات الراسمالية للعدالة والديموقراطية. واما ان نصبح اشتراكيين بكل مزايا وعيوب الاشتراكية. لا انتاج بغير الرسو على بر. بر بكل مزاياه وعيوبه. بر نبدأ منه رحلة وجودنا الحقيقية تلك التي نضطر معها ان نفكر تفكيراً غنياً يتحول بدوره إلى انتاج غني وثروة حقيقية وحياة وحضارة.
  • اذا كان المسئولون في مصر قد اعلنوا اكثر من مرة اننا لا يمكن ان نسير في كنف قوة عظمى فكلنا مع هذا الرأي شرط ان ندرك لماذا اضطررنا ونضطر للسير في كنف قوة عظمى شرط الاعتماد على النفس اولاً واخيراً ولكي تعتمد عليّ لا بد ان تعطيني الحق في ان اكون انا.
  • المأزق الذي نحن فيه، مأزق وجود وليس مجرد ازمة اقتصادية او فكر، وخوفي الاكبر ان نخرج منه بطريقة متفجرة تؤدي بنا الى مأزق اكبر بكثير، مأزق الجنون او التعصب او القوة الغاشمة.
  • ظاهرة فقر الفكر وفكر الفقر: الفقر في الأفكار المؤدية إلى فقر في الحياة والانتاج، والفقر في الحياة والانتاج حين يؤدي بدوره إلى فقر فكري، وهكذا دواليك، تلك الدائرة الجهنمية المفرغة التي دخلناها واصبح حلم حياتنا الاكبر ان نخرج منها.
  • الشعوب حين تعرف بالدقة مشاكلها فانها بالتلقاء وبالسليقة وبغريزة الدفاع عن النفس التي ركبتها فيها الحياة، تنفض عن نفسها اوتوماتيكيا ما ادركته من مشاكلها. فما بالك وهي ليست مشاكل، انها اخطار ماحقة، مجرد ادراكها قفزة هائلة في وعينا بانفسنا وما تضمره لنا الايام، وما يضمره لنا الآخرون.
  • اذا كان التهديد الخارجي لحياتنا من هم متقدمون عنا علماً ودهاء وتكنولوجيا، فان تهديداً آخر اصعب ينخر فينا من الداخل، وهو تهديد اصعب لانه من الصعب تماماً رؤيته وقد تنكر لنا في اشكال وانواع من الموجودات والموروثات، حتى اقدس اقداسنا تنكر به.
---
التعليق القصير: لخص كاتب السطور السابقة عدداً من مشكلاتنا الراهنة كمصريين، اغلبها ممتد معنا من قبل ثورة 25 يناير حتى لحظتنا هذه. كما قدم بعض رؤيته لتصحيح المسار.


المفاجأة الصغيرة: كاتب هذه السطور هو المرحوم د. يوسف إدريس، نقلتها بالحرف والنقطة عن كتابه "فقر الفكر وفكر الفقر" الطبعة الأولى 1985! يا كسفتي وأنا اقرأ أن عيوبنا ومآخذنا ومشاكلنا عام 1985 هي هي بحذافيرها عيوبنا ومآخذنا ومشاكلنا الآن وحتى بعد عام من الثورة!


رجاء مِن كل أبناء وبنات ثورة 25 يناير الحقيقيين، ومِن كل مصري يعي مغزى ثورتنا الحقيقي:


الثورة الحقيقية فرصة للتغيير الجوهري الضروري لا تسنح لشعبٍ إلا مرة كل دهر. الثورات، حين تَصِّح، تغسل خطايا الشعوب. فلندرك أن ليس التقدم بتحسين ما كان بل بالسير إلى ما سيكون (جبران خليل جبران). ارجوكم، كفانا انشغالاً وتشتتاً، طوال سنة كاملة، عن حرث تربة وبذر بذور المستقبل القريبوليست تلك البذور إلا التي عرفناها نقية بكراً طوال 18 يوم في ميدان التحرير، قبل أن يركب مَن ركب ويتشعلق مَن اتشعلق. لو لم نصحح المسار، ونعود به الى صحيح ثورتنا، اخاف أن يأتي يوم في 2038م ، يكتب فيه أحدهم: يا كسفتي وأنا اقرأ أن عيوبنا ومآخذنا ومشاكلنا عامي 1985 و 2012 هي هي بحذافيرها عيوبنا ومآخذنا ومشاكلنا الآن!

يوسف ادريس