للزوار الجدد: لحظة من فضلك! نرجو الاطلاع على سياسة المدونة قبل قراءة التدوينات

Tuesday, August 27, 2013

وانطلقت - بقلم إيمان عبد الله

التدوينة منشورة بإذن من كاتبتها؛ لقراءة التدوينة الأصلية والتواصل مع الكاتبة مباشرة، اضغط هنا.

-----------

ترقد على فراش الموت فى بيت صديقة عمرها سيدة الاعمال الشهيرة 

تمر حياتها أمام عينيها المرهقتين كلقطات سريعة متتابعة 

تذكر طفولتها .. مراهقتها .. 

أول يوم لها فى الجامعة ..صوت والدها يصرخ فى أذنيها لاكتشافه كتابتها كلمات حب فى قصاصة لشاب .. الذى لا يعرفه والدها انها لا تعرف شيئا عن هذا الشاب سوى اسمه وجنسيته 

اليوم الذى قابلت فيه زوجها فى بداية عملها بالوظيفة الحكومية .. 

يوم أن قفز قلبها خارج قفصها الصدرى حين قال لها أحبك .. 

يوم أن جاء لخطبتها .. 

أمها تنهرها لأنها أحرقت الطعام مرددة : قال عاوزه تتجوزى قال .. 

يوم زفافها وكلمات أمها ترن فى أذنيها : الست مالهاش غير بيتها وجوزها 

أيام زواجها الاولى التى ظنت فيها أنها دخلت الجنة ولن تخرج منها أبدا 

فرحتها بمولودها الاول الذى عقها فيما بعد 

تسيل دموعها .. فتمسحها صديقة العمر 

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه

إحساس بشع بالذنب تجاهها .. تجاه الشخص الوحيد الصادق معها .. الشخص الوحيد الذى تقبلها حين رفضها الآخرون 

تتدافع ذكرياتها معها أمام عينيها 

ألعاب الطفولة التى كانت مادة جيدة للفكاهة بعد أن كبرا

مراهقتهما .. واليوم الذى تشاجرتا فيه عندما نصحتها الصديقة ان تركز فى الدراسة معها وتترك صحبة الفتاة الجديدة .. فكان ردها الغبى عليها : انتى بتغيرى 
-
انا
-
ايوه انتى .. بتغيرى منى عشان انا حبوبة وكل الناس عاوزه تصاحبنى .. كمان عشان انا احلى منك 

لم تتلق ردا سوى دموع فى عينى صديقتها .. لم تمسحها 

سامحينى .. تهمهم بها 

فترد الصديقة مربتة على كتفها : ارتاحى 

تغمض عينيها 

تتذكر مرة أخرى يوم زواجها ويوم وصول مولودها الاول تتذكر صديقتها فى هذين اليومين وقبلهما كم بذلت من مجهود معها ... بالرغم من تأكيد والدتها لها ان البنت دى بتغير منك .. انتى اتجوزتى وخلفتى وهى لسه .. متخليهاش تشيل الواد لتحسده واللا تقرصه من غلها .. اه .... متخليهاش تقعد مع جوزك لتخطفه .. البنت دى بتحقد عليكى .. اسمعى كلامى 

تتذكر بعدها بسنين يوم فرح صديقتها .. لم ترد لها الجميل فقد كانت مكبلة بأوامر سى السيد وطلبات الاولاد التى لا تنتهى .. كانت مرهقة نفسيا وجسديا إلى حد كبير 
حضرت ساعة من الفرح مع سى السيد والاولاد 
كانت العروس جميلة ومبتهجه كزهرة فى بستان .. اما هى .. هى التى كانت تظن العروس تغار منها فى مرحلة ما من حياتها كانت شاحبة .. مرهقة .. تبدو أكبر من عمرها بعشر سنين على الاقل 

نظرت لثيابها الواسعة التى تدارى بها جسدها المترهل .. الذى كان يوما ( عود بان ) كما كانت تقول لها أمها .. وإلى فستان العروس المطرز .. ثم نظرت للاشىء 

بعدها بسنتين تذكرت يوم ان اخبرتها صديقتها وهى تنفث دخان سيجارتها أنها وزوجها اتفقا على الطلاق .. لانه يريد ان يهاجر وهى ترى مستقبلها هنا فى هذا البلد
وردها عليها : حد طايل يسيب المخروبة دى .. وعلى رأى أمى الله يرحمها الست مالهاش غير بيتها وجوزها 
لم تتلق من صديقتها ردا سوى نصف ابتسامة لم تفهم معناها الا بعد سنوات عندما رأت صورتها فى الجريدة واسعة الانتشار 

بعد طلاق صديقتها بفترة جاءتها يوما تسألها عن علاقتها بزوجها .. ولما ألحت عليها أن تخبرها بماوراء السؤال أخبرتها أنه يخونها مع قريبة لها .. وإن الشلة كلها عارفة 
ولما واجهت زوجها بهذا الكلام أنكر وهاج وماج وقال لها : الولية دى خربت بيتها وعاوزة تخرب بيتنا .. لو دخلت البيت ده تانى تبقى طالق 

لم يكن أمامها الا الانصياع له .. لأن الست مالهاش غير بيتها وجوزها 

بعد سنة صارحها زوجها بأنه سيتزوج من قريبتها التى أنكر من قبل أنه على علاقة بها .. وأن لها الخيار فى الطلاق أو الاستمرار 

تذكرت يوم وفاته وبكائها الشديد على عمرها الذى ضيعته .. لأن الست مالهاش غير بيتها وجوزها 

أحست فجأة أنها خفيفة جدا 
شقت جسدها كفراشة تخرج من شرنقة 
طارت فى محيط الغرفة سعيدة بالتحرر من هذا الجسد الواهن 

رأت صديقتها من مشهد علوى تهز جسدها وتناديها وتبكى
حاولت أن تطمئنها أنها بخير .. لكن الصديقة لم تسمعها 
نزلت لرأس الصديقة .. داعبت خصلة من شعرها ..
همست لها : لا تحزنى ياصديقتى .. أراكِ على الجانب الآخر 

ثم إنطلقت



0 comments:

Post a Comment