للزوار الجدد: لحظة من فضلك! نرجو الاطلاع على سياسة المدونة قبل قراءة التدوينات

Tuesday, February 7, 2012

برلمانيو الخِسة

لقد تفنن المتأسلمون "و"الراكبون" من المتاجرين بالدين في تذويب وتفتيت الثورة!





لا اعلم اي فجاجة تلك التي اوقفتهم بتحدٍ في مواجهة الشباب المصري الحر، يرمونهم بالبلطجة وادمان الترامادول والعمالة للخارج والسعي لهدم مصر! يا عالَم، هؤلاء الشباب الذين تحاولون الشوشرة عليهم وتقفون في مواجهتهم هم مَن حرثوا لكم بسواعدهم ورووا بدماهم تربة تحولتم فيها من فئران الجحور الى نواب الشعب!






تناسى المتأسلمون ان البرلمان الذي نالوا اغلبيته هو برلمان الثورة لا برلمان الجماعة او الدعوة، والثورة هي ثورة المحروسة لا ثورة المحظورة، ومصر للمصريين لا لـ"شعب الله المختار" كما يرون انفسهم! البرلمان ينتسب لشباب الثورة وميدانهم، لا العكس. البرلمان منبثق عن الميدان نابع منه. البرلمان هو الصيغة الرسمية لهتافات الشباب في الميدان. البرلمانيون – نظرياً – هم المتحدثون الرسميون المكلفون من شباب الميدان. الميدان هو الينبوع المترقرق الذي تفرعت منه قناة البرلمان. فماذا يحدث للقناة حين تنفصل عن الينبوع اصلها؟ تركد مياه القناة وتأسن، وتتراكم فيها الاوساخ، حتى تصير القناة وحلاً عفناً سرعان ما يجف. اما الينبوع؟ فيبقى على جريانه ونقائه وطهارته واندفاعه!






لقد تضاعف الحمل على اكتاف الثوار الحقيقيين، ابناء الـ18 يوم، فقد كشرت جبهة ثانية عن انيابها امامهم. بات جلياً ان المتأسلمين القوا من ايديهم علم مصر ليتفرغوا لمسح البيادة. فبينما اهتز البلد منذ 25 يناير 2012 هزة لا ينكرها مَن رأى المسيرات باقنعة الشهداء وسمع هتافات "يسقط حكم العسكر!"، لا زال المتأسلمين في وادٍ آخر، منتشين بمزحة "الاغلبية التي اختارها الشعب"، وملوحين بفزاعة الفوضى. اغلبية؟ لقد اختارتكم تلك الاغلبية الطيبة طمعاً في رضا ربهم (كما صورتوا لهم). اما انتم، فاظن ان تأسلمكم كان طمعاً في رضا الناخبين، وغزلاً عفيفاً لهم حتى يمطروا الصناديق بمزيد من الاصوات لأحزابكم وقوائمكم! بالنسبة للمتأسلمين، الثورة انتهت لحظة ان دفأت مقاعد البرلمان تحت مؤخراتهم. وليحترق الشهداء واهاليهم، وتباً لكل من انتُهِك طوال العام الماضي، وليذهب استقلال القضاء الى الجحيم، وليظل الاعلام الرسمي على سخفه، ولتتفتت اسنان المصابين على خرزات الخرطوش التي استخرجوها من لحمهم، وليتمرغ الشباب في الدماء التي سالت من عيونهم المفقوءة. اما هم، فهم نور الله في الارض، والدنيا بخير طالما تُرفَع الجلسات لاقامة الصلوات، وتتطاير الشعور من لحاهم التي ترتجف بالعبارات الرنانة تحت القبة، وتتردد الآيات القرآنية (التي يشوهون سمو معانيها) على السنتهم في جنبات المجلس!





يبدو انه كما خلعنا حسني مبارك ولا زلنا نصارع اذياله وبواقي نظامه المتناثرة داخل كل مؤسسات الدولة، سيأتي يوم قريب يذهب فيه العسكر، لكننا سنحتاج بعده ايضاً الى منازلة واستئصال اذيالهم التي تتلوى بين صفوفنا وتحت قبة برلماننا!


مستوحاة من تدوينة سابقة بعنوان: الاخوان، شعب الله المختار





0 comments:

Post a Comment