للزوار الجدد: لحظة من فضلك! نرجو الاطلاع على سياسة المدونة قبل قراءة التدوينات

Monday, December 5, 2011

مَن أنا؟

مَن أنا؟
انا صوت من اصوات بُحَت يوم جمعة الغضب تصرخ سلمية! سلمية!
انا صوت من اصوات بُحَت نحيباً على اقران تساقطوا صرعى حولي برصاصات فتحوا لها صدورهم يستقبلونها عن الشعب المصري جميعه.
أنا صوت من اصوات بُحَت طوال 18 يوم تردد كلنا ايد واحدة، وطلبنا حاجة واحدة: ارحل! ارحل!
أنا صوت من اصوات شابة عديدة اشعلت بزئيرها المثابر شرارة الثورة الأولى، ولفحتنا نيرانها المُطَهِرة، وحين استقرت الشعلة وانتظمت، سحبها من ايدينا ورفعها مَن تلجلجوا قبلاً في مشاركتنا.
انا صوت من اصوات شبابية عديدة جعلت من ميدان التحرير طوال 18 يوم قبلة حرية الفرد الحقة وقبول الآخر المختلف، حتى جاء يوم اقصانا فيه مَن يعينون انفسهم مرشدين اخلاقيين ودينيين علينا.
انا صوت من اصوات ذَهَّبَت الميدان بعلم مصر رفعه مَن وصَّفوا انفسهم بأنهم مصريون لا غير واكتنزوا دينهم في قلوبهم، حتى جاء يوم غُلِبنا فيه ممَن رفع اتباعهم اعلام دولة اجنبية وصور قاتلٍ في ميدان ومحراب ثورة المصريين.
انا صوت من اصوات اتهموها بالكفر لأننا رفضنا تكفير مَن خالف مذهبهم ومعتقدهم.
انا صوت من اصوات اتهموها بالعمالة والخيانة لأنها نادت بالاستفادة من خبرات مَن سبقونا وتقدموا علينا شرقاً وغرباً.
انا صوت من اصوات آمنت بمثالية الثورة وعملت بالمبادئ والفكر، ورفضت دغدغة معدات الجوعى وعواطف العامة، ودفعت ثمن رقيها تشويهاً وتكفيراً وخسارةً.
انا صوت من اصوات تخشى مراوغات المراوغين ومراجعات المراجعين وتقلبات المتقلبين وتلون المتلونين، لأننا قوم لا نعرف الا لوناً واحداً نجهر به منذ اشتدت احبال اصواتنا السياسية لأول مرة.
انا صوت من اصوات غدر بها الحاضر لكن سيقيم لها المستقبل المزارات.
انا صوت من اصوات تخشى صعود مَن اعطوا انفسهم حق تشكيل ضمائر الخلق، وانشغلوا بمَن يلبس ومَن يجالس قبل ان ينشغلوا بمَن يموت جوعاً ومرضاً ومَن يترنح جهلاً وتخلفاً ومَن يئن فقراً وبؤساً.
انا صوت من اصوات بدأ تاريخها يوم 25 يناير، وسطرت سيرتها بدماها الزكية يوماً بعد يوم، حتى طلع نهارٌ رفضنا مَن قُتِلنا واعميت اعيننا لأجلهم، لحساب مَن تلطخ تاريخهم بقتل ابرياء واراقة دماء وتحايل وتخبط.
انا صوت من اصوات حرة لن تسكت...
انا صوت من اصوات لن يكممها من يرهب ويسلسل زوراً باسم دين او قيم او اعراف – دين وقيم واعراف اثبتنا تأصلنا فيها وتجلت فينا وبنا للعالم كله طوال 18 يوم.
لا يا مصر، لا اريدك في مهب رياح محملة برمال صحراء نجد... لا اريدك غنيمة مَن لا يخحل مِن الإفصاح بتفضيله لأجنبي يوافقه الاعتقاد على حساب مواطنه ابن بلده الذي يختلف معه... لا اريدك ضحية مَن يعتبرون أدبياتنا دعارة وارثنا وتاريخنا عفناً ونقوشاً ابدعتها ايادٍ اغتسلت بماء النيل اصناماً!




0 comments:

Post a Comment