للزوار الجدد: لحظة من فضلك! نرجو الاطلاع على سياسة المدونة قبل قراءة التدوينات

Wednesday, December 21, 2011

أين اخوة عبير وكاميليا اليوم؟

لا ننسى ابداً تلك الحناجر الجبارة التي خرجت تزأر "عايز اختي كاميليا"، والايادي الشديدة التي اقتحمت دار عبادة واحرقت اخرى على سبيل الاحتياط عسى ان تكون الفتاة المصرية عبير مختطفة ومغلوبة على امرها في احداهما.

مَن منا ينسى اولئك العمالقة الذين حاصروا كاتدرائية الاقباط الارثوذكس بالعباسية لترهيب الانبا شنودة وحمله على اشهار مَن زعموا انه احتجزهم باوامره في الكنائس؟

هل ننسى الشيخ الهمام الذي وقف يرعد في مكبر الصوت وسط حشد من انصاره الفحول، متوعداً بالتنقيب في كنيسة تلو الكنيسة ودير تلو الدير لتحرير الاخوات الاسيرات فيهم؟

وان نسينا اسماءنا لا ننسى ذلك اليوم الجليل الذي احتشد فيه فخر الرجال في ميدان التحرير بالآلافات، استعراضاً للقوة وتحذيراً لكفار العلمانية والليبرالية من المساس بهوية الوطن الدينية، بهتافات "الشعب يريد تطبيق شرع الله".

ولأننا لم ننسَ كل ذلك، فقد ترقبنا ردود افعالهم على انتهاك اعراض عشرات السيدات المصريات خلال احداث شارع قصر العيني ومجلس الشعب، وعلى رأسها واقعتي سحل وتعرية غادة كمال وصفع "ماما خديجة" ام الثوار، ايقونتي تلك الانتهاكات. ترقبنا ردود افعال اولئك الـ "حمشين" المذكورة مواقفهم الرجولية اعلاه. ترقبنا ردود افعال مَن عينوا انفسهم حراس العقيدة وحماة القيم. ترقبنا ردود افعالهم كي نتعلم منهم نحن الملاحدة المعربدين قدراً من النخوة واحترام النفس.

وجاءت مواقفهم درساً في الشجاعة، ولكن اي شجاعة؟ شجاعة دون كيهوتي ذلك الكهل الموهوم الذي ترجي عاملاً في فندق ان يعينه فارساً، ثم خرج لينازل طواحين الهواء! ولمن لا يعلمون مَن هو دون كيهوتي، ممن يعتبرون الروايات الحاداً وفجوراً، ساعيد صياغة العبارة السابقة: جاءت مواقف اولئك المتاجرين بالدين درساً في الشجاعة التي لا تظهر الا حين مواجهةٍ هم الطرف الوحيد فيها! شجاعة لا تظهر الا حينما يطمئنون الى انهم يبارزون الهواء!
 

وحين وجدوا العالم كله منتقداً موقفهم، كانت حجتهم الركيكة ان مَن احتجوا على تعرية غادة منافقون، اذ ان المحتجين هؤلاء هم مَن يطالبون بالتعري والبيكيني ومنع الحشمة والحجاب!

لا يا نبيه... احتجاجنا على انتهاك غادة واخواتها منبعه نفس منبع تخوفنا مِن "منع البيكيني وفرض النقاب". فانت حين تمنع البيكيني وتفرض النقاب تفعل ذلك بدافع مِن تعيين نفسك قيماً على حريات الخلق، والتطور الطبيعي لفرض زيٍ ما اليوم هو فرض سياسة وفكر ما غداً، والذي نسمح له بانتقاء ملابسنا اليوم سينتزع لنفسه حق انتقاء توجهاتنا وقناعاتنا غداً! فان منعت الحجاب وفرضت البيكيني سيكون احتجاجنا حينذاك مثل احتجاجنا اليوم تماماً. وهكذا ايضاً احتججنا على تعرية واهانة المواطنة غادة كمال. فمَن يسكت على انتهاك فرد اليوم سيُكَمَّم حين يُنتَهك شعب غداً.

يا افاضل، نحن نرى بناتنا واخواتنا مواطنات كاملات مساويات لنا، اما انتم فتروهن في المقام الأول عورة وينابيع شبق يتحتم تكبيلهن وضبطهن على تيرمومتر رغبات الرجال... لم نسمع واحداً منكم منادياً بفرض تعليم الفتيات في الارياف، او منع الزواج المبكر من امراء الخليج مقابل حفنة من الجنيهات – كل ما يظهر على آفاقكم هو ما سينكشف من البيكيني وما سيختبئ تحت الحجاب!

منكم مَن يرون تلك الفتيات اللائي انتُهِكن في التحرير خليعات منحلات، اذ انهن انغرسن وسط الرجال في احداث عنيفة، ومنكم مَن اعتبر نزولهن اهانة لرجولتكم، "هي البلد ماعدش فيها رجالة تحميها ولا ايه؟"، بنظرة ذكورية استعلائية مراهقة. اما نحن فنرى النساء مواطنات بجوارنا دائماً في جميع معتركات الحياة، ومعنا في كل خطوة نخطوها، لا في المطبخ وعلى السرير فقط!

حتى وان افترضنا جدلاً انهن مومسات اندسسن وسط المعتصمين بحثاً عن زبائن الحرام (وهذا طبعاً افتراض سخيف يعلم كل عاقل مدى بعده عن الصواب، ولكن لاننا نخاطب جميع العقليات...)، اليس للمجرم حقوق قانونية؟ اليس الضرب والركل والتعرية والسحل ظلماً بيناً تحت اي ظرف من الظروف؟ الم تسمعوا يا افاضل بالحديث النبوي الشريف القائل:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا
 فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ (رواه احمد)
وايضاً:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا
 فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ (رواه احمد) ؟
رأيتم غادة تُنتَهَك فلم تنفعلوا الا بما لبسته او لم تلبسه تحت العباءة! لم تروا مواطنة لكم تفقد في لحظة كل حقوقها على ارض بلدها! لم تروا انسانة يقهر روحها ويستبيح جسدها اخوها الانسان! انما رأيتم انثى انكشفت ملابسها الداخلية، فانشغل خيالكم في تصور مراحل تعريها!
يا افاضل...
فتيات مثل التي رميتوهن بالخلاعة واجهن مع مواطنيهن رصاص العادلي بل نظام مبارك باكمله، بينما كنتم انتم قابعين وسط انصاركم، مختبئين من بطش امن الدولة ورغم ذلك تكفرون الخروج على الحاكم
و http://www.youtube.com/watch?v=KQhQmYAlWFE على سبيل المثال لا الحصر).
بتن، تلك المواطنات، تحت سماء وبرد يناير القارص حتى اُزيح رأس النظام، فخرجتم انتم من مخابئكم وركبتم الثورة كالمطية! لا نسألكم النزول عن الثورة اذ انها ملك للكل، انما نسألكم على الأقل احترام مبادئها: المساواة والتعددية والتفتح، تلك المبادئ التي تجلت طوال 18 يوم في ميدان التحرير.

هيا، اقرأوا كلماتي هذه ثم العنوا ضلالي، ثم اسرعوا الى لجان الانتخابات وفرز الاصوات، كي تخرجوا بعدها باصوات الاغلبية التي اشتريتوها باسم الدين، وارقصوا طرباً بالنصر على جثامين واجساد الشباب والشابات الثائرين، بينما دماهم الزكية تتبعثر تحت وقع اقدامكم!



ماما خديجة، أم الميدان



1 comments:

Lost Prince said...

The day will soon come when all the people of Egypt shall see them for what they really are: liars and scoundrels.

Post a Comment