حرب شوارع؟ لأ الشوارع مابتحاربش

يا مصر الحزن فاض من جواكي غطَّاني؟ ولا من جوايا فبَهت عليكي؟

الدموع في عيني فاتهزت صورتك؟ ولا بحر الدمع اللي مطوّحني ده من عينيكي؟

كل حفرة في رصفتك ندبة، وبِرَك المياه شايفها دموع

شجرك شايفه ناشف دبلان وملوي، كأنه محني بعُري وجوع

نيلك اللي كنت اشوفه حرير بيجري، النهارده بيزحف مهموم بطئ

حتى الشبورة كانت سحابة فضة، بقيت اشوفها غيمة ودخان حريق

نجم ليلك شايفه شرار بيحرق، بعد ما كنت باعِدُّه لولي بيضوي

والفجر اللي كانت عصافيره تشجي، مابقتش اسمع غير غربان بتعوي

الانس ماشي في شوارعك، مش حاسك شايلاه حاسه دايسك

مابقتش فاهم مين خلي بيكي مين صاينك، مين باعك مين حارسك؟!

عَلَمِك بقيت اشوفه ملفوف على نعوش اكتر ما بيرفرف ف السما

وسن الشباب اللي كان "عُمر الزهور" صَبَح سن الموت وسن العَما!

ابنك اللي بنى ف يوم هرم، ابنك اللي كان اسمه ناصر ورمسيس

النهارده يندبح مع اخواته، وبقى يتسمى بلطجي ودسيس.

قالوا عليها حرب شوارع – لأ، الشوارع مابتحاربش!

اللي بيحارب بشر تايهين فيها، بشر مابتتعلمش!

العيب مش ع الشوارع – الشوارع مابتغدرش، الشوارع ما بتتلائمش!

الشوارع دي ياما بِتسَع وتشيل وتحضن... الشوارع مابتحاربش!

قلنا ثورة قلنا بداية قلنا اخيراً دمنا اتعصم

لقينا النبتة حاربتها ريح والجذع الطري انقطم!

بس اللي جدّ ان الجدر بعمق النيل، بطول وعرض الوطن

المصري ماعادش كبيره غير ربه، وعن الخوف اتفطم

الثورة رجعت تاني، شايلاها امواج دموع ودم وعرق

هايعمل ايه قدام البحر طقم مراكب ورق؟!