للزوار الجدد: لحظة من فضلك! نرجو الاطلاع على سياسة المدونة قبل قراءة التدوينات

Friday, February 24, 2012

الماسونية - مخطط صهيوني لتملك العالم؟ اقرأ هذا المقال

لفظة الماسونية مولدة من الانجليزية Freemasons، اي البنَّائون الاحرار، او للدقة "الحجَّارون" الاحرار.
الماسونية منظمة اخوية (كالاخوان المسلمين مثلاً)، نشأت اواخر القرن الـ 16 – اوائل الـ 17، وتنتشر الآن في جميع أنحاء العالم، ويقدر عدد اعضائها بنحو 6 مليون فرد.

مبادئ الماسونية وانشطتها

بينما يشاع عن الماسونية انها "جماعة سرية"، يفضل الماسونيون وصفها بأنها جماعة "صفويةاذ ان بعض جوانبها سرية لا يطلع عليها غير الماسونيين انفسهم، لذا فهي "جماعة ذات اسرار" لا "جماعة سرية"؛ ولا تزيد تلك "الاسرار" عن كونها وسائل وعلامات التعارف بين الاعضاء، والطقوس التي يتبعونها في تنظيم اجتماعاتهم ولقائاتهم. يتمركز شغل الاخوية الماسونية الاساسي حول العمل الخيري في نطاق المجتمع المحلي او الدولي، والسعي وراء الاستقامة الاخلاقية (والتي تشمل كشرط اساسي الايمان بذات الهية، اياً كانت الديانة المتبعة)، فضلا عن تنمية وتوطيد "الصداقة الاخوية" بين الاعضاء، او "الاخوة".

طقوس
ورموز الماسونية

تتبع اجتماعات الماسونيين نسقاً منظماً، او "طقسياً". لا يوجد "طقس ماسوني" محدد، انما تضع كل ادارة اقليمية لنفسها طقوسها الخاصة، او تتجاهل موضوع الطقوس هذا كلية. ومع ذلك، هناك عدة "طقوس" مشتركة بين كل امانات الماسونية الاقليمية. على سبيل المثال، يتفق الماسونيون كلهم على استخدام ادوات بنَّائي وعمال محاجر العصور الوسطى كرمز لهم (ومن ثم الاسم، "البنائون الاحرار")، اذ يعتبر الماسونيون انفسهم "بنائون" في صرح الفلسفة. وعلى رأس هذه الادوات/الرموز نجد الزاوية والبرجل. تشرح بعض الكتابات الماسونية معنى هذه الأدوات بأن الماسوني "يضبط اعماله على زاوية الفضيلة" و "يحفظ رغباته و مشاعره داخل اطار يرسمه بَرْجل الواجب تجاه البشرية جمعاء". لكن، بما ان الماسونية ليست نظاماً عقائدياً، لا يوجد تفسير واحد مُلزِم لرمزية هذه الأدوات (او اي من شعارات ورموز الماسونية) يلتزم به الجميع.
تُقَدَّم هذه المبادئ والعبر الاخلاقية من خلال "طقوس" رمزية، ويتدرج المتقدم لعضوية الماسونية في الرتب باكتساب المعرفة والفهم، عن نفسه وعلاقته بغيره من البشر، وعلاقته بالذات الالهية (او "الكائن الاسمى" كما يسمونه في اعراف الماسونية). وبينما يميل الماسونيون الى قصر مناقشاتهم الفلسفية على محافلهم وفي اوساطهم، توجد اصدارات ومنشورات غير رسمية باقلام ماسونيين، على درجات متفاوتة من الكفاءة، في متناول الجمهور العام. يجوز لأي ماسوني التكهن بشأن رموز ومعاني الماسونية، بل هو مطلوب من كل الماسونيين تقديم اجتهاداتهم في شأن معانى الماسونية او فلسفتها كشرط للتدرج في المراتب داخل الاخوية. لا يوجد معنى ممنهج محدد لفلسفات الماسونية وفكرها، وليس هناك "متحدث رسمي" باسمها.
خلاصة القول ان كل رموز وطقوس الماسونية لا تتعدى كونها استعارات من أدوات الحجارين والبنَّائين، للتعبير عما يصفه الماسونيون ومنتقدوهم على حد سواء بأنه "نظام اخلاقي مُحَجَّب بالرمز وُمعَبَّر عنه بالرمز".


من اشهر رموز الماسونية، يظهر فيه البرجل والزاوية، وحرف G يرمز لكلمة God (الله) و Geometry (الهندسة)، تعبيراً عن وصف الماسونية للـ "كائن الاسمى" بأنه مهندس الكون الاعظم

العين الماسونية، رمز لعين الـ "كائن الاعظم" التي ترى كل شئ وشخص في كل حين

الماسونية والدين

تعلن الماسونية بشكل واضح وصريح انها ليست ديناً ولا بديلاً عنه، اوكما يقولون "لا يوجد اله ماسوني مستقل". وكما ذكرنا، تتضمن شروط التقدم لعضوية الماسونية الايمان بالكائن الاسمى، وان كان تفسير هذا المصطلح من حيث طبيعة تلك الذات الالهية يخضع لضمير وفهم "الأخ الماسوني"، ولكن ليس مطلوباً من "الأخ الماسوني" شرح او تفسير طبيعة فهمه للذات الالهية. وبناء على ذلك، تقبل الماسونية الرجال من مختلف الخلفيات العقائدية، مثلاً وليس حصراً البوذية والمسيحية والهندوسية والإسلام واليهودية والسيخية. جدير بالذكر ان مناقشة الدين والسياسة بالذات ممنوعة في اي محفل ماسوني، ومن اسباب ذلك تجنب اضطرار الماسوني الى تقديم تفسير لايمانه الشخصي. وبهذا، قد تعني عبارة "الكائن الأسمى" الثالوث لماسوني المسيحي، او الله لماسوني مسلم، او البراهمان لماسوني هندوسي والخ. وفي الطقوس الماسونية، ويشار إلى "الكائن الأسمى" بأنه "مهندس الكون الاعظم"، انطلاقاً من استخدام الترميز المعماري المعتاد في الماسونية. كما تستخدم الماسونية تعبير "كتاب الناموس المقدس" كمصطلح عام لأي لكتاب ديني.

وقد تعرضت الماسونية للهجوم من الدول الدينية والأديان المنظمة معاً، اذ اعتبروها في موضع الزندقة والخروج عن الدين او المنافسة معه؛ هذا الى جانب كون الماسونية هدفاً لنظريات المؤامرة، التي تقدم الاخوية على انها مؤسسة غامضة وقوة شر.

الإسلام والماسونية

يربط بعض منتقديها المسلمين بين الماسونية والدجال، وان كان الاتهام الرئيسي الذي يوجه للماسونية في البلاد المسلمة هو تعزيز مصالح اليهود في انحاء العالم، والسعي لاعادة بناء هيكل سليمان في القدس على انقاض المسجد الأقصى. مثلاً، تعتبر حركة المقاومة الاسلامية حماس ان الماسونية والروتاري ومجموعات أخرى مماثلة تعمل مباشرة لصالح الصهيونية ووفقا لتعليماتها، وفي باكستان، في عام 1972، حظر ذو الفقار علي بوتو الماسونية وصادر جميع مؤلفاتها وحل التنظيم باكمله في باكستان. وفي العراق، مُنَعَت الماسونية منذ يوليو 1958 بعد قيام الثورة والغاء النظام الملكي واعلان الجمهورية، ووصلت عقوبة الماسونية الى الاعدام في عهد صدام حسين، على اعتبار انها تنشر مبادئ الصهيونية وترتبط بمنظماتها. هذا وان كانت عدة بلدان مسلمة، مثل تركيا والمغرب ولبنان وماليزيا، تسمح بدرجات متفاوتة من انشطة الماسونية على اراضيها.

المسيحية والماسونية

تستند الاعتراضات التي تقدمها الكنائس المسيحية (الكاثوليكية والارثوذوكسية والبروتستانتية) على الادعاء بأن الماسونية تعلم ديناً ربوبياً  (دين يعترف بذات الهية خالقة فقط دون عقيدة متصلة)، والاعتقاد بأن الماسونية متورطة في السحر والتنجيم وربما الشيطانية، معتبرين أن الماسونية لا يمكن ان تتوافق مع المسيحية طالمت بقت منظمة سرية، يلف نشاطها الغموض والسرية، وتؤله العقلانية – على حد قولهم.
لم تنشغل الماسونية كثيراً بالرد على المزاعم المذكورة اعلاه، مكتفية بتصريحها الواضح أن "الماسونية ليست ديانة، ولا بديلاً عن الدين، وليس هناك إله ماسوني مستقل"، وان ظهرت في السنوات الاخيرة عدة مواقع ومنشورات ماسونية تتصدي لهذه الانتقادات وتفند ادعاءاتها.

الانشطة الخيرية

تشارك الاخوية الماسونية في نطاق واسع من الانشطة والخدمات الخيرية والمجتمعية. يتم جمع المال فقط من رسوم العضوية، ويُكرس فقط للاغراض الخيرية. تتعدد المؤسسات الخيرية الماسونية، ما بين دور الإيواء أو الرعاية التمريضية، والتعليم والمنح التعليمية، والخدمات الطبية.

المعارضة السياسية

من التزامات الماسونية الاساسية، تعهد الاخ الماسوني بأن يكون مواطناً هادئاً مسالماً، يحترم الحكومة الشرعية في البلد الذي يقطنه، وبعدم تأييد او تشجيع أي شكل من اشكال التمرد. ومع ذلك، يدور قدر كبير من الهجوم السياسي على الماسونية حول كونها مهيجة للثورات والانقلابات، كما شهد التاريخ اتهامات عكس تلك تماماً: ان الماسونية تثبط العزائم والهمم وتنهى عن الثورة والانتفاضة! وقد ارتبطت الماسونية بنظريات المؤامرة و"النظام العالمي الجديد" و"جماعة المتنورين Illuminati"، وهي نظريات تفترض ان الماسونية جزء من مخطط يطمع في السيطرة على العالم او هو بالفعل مسيطر سرا على مجريات السياسة العالمية. وليس ادل على وهمية تلك الاتهامات من كونها قد وُجِهَت للماسونية من جميع الاطراف السياسية دون استثناء، بل قد اتُهِمَت الماسونية احياناً بالشئ ونقيضه؛ فقد لاقت الماسونية مساعٍ قمعية من اليمين المتطرف (المانيا النازية مثلاً) و اقصى اليسار (الدول الشيوعية سابقاً في اوروبا الشرقية)، كما لاقت الماسونية الاستحسان باعتبارها من مؤسسي الديمقراطية الليبرالية، ولاقت الهجوم باعتبارها من مناهضيها (كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية)!

تعقيب

تفترض نظرية المؤامرة ان الاحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي نتاج مؤامرات سرية غير معروفة لعامة الناس، وبهذا تكون الشعوب عاجزة عن السيطرة الكاملة على مصائرها ومجريات شئونها. وليس خفياً اننا قد ادمنا تلك النظرية، ورأيي ان ذلك ما هو الا وسيلتنا لتبرير تكاسلنا وتواكلنا، وعجزنا في هذا العصر ان نخلق لانفسنا هوية تعطينا قيمتنا بين دول العالم. وما هوية اي مجتمع الا نتاج مخرجات الكيان المجتمعي المعني، من فكر او علم او ثقافة الخ. فبدلاً من ان نستنهض انفسنا ونعمل ونكد ونبحث وندرس ونبتكر، نعيش على خيرات العالم المتقدم – بما في ذلك الثروات المعدنية التي نصدرها، والتي اكتشفها لنا الغرب – ملقين مسئولية تأخرنا على الماسونية او المؤامرة الكبرى او الخطة الخبيثة، لا على تقاعسنا وتقصيرنا!


اضغط هنا لمطالعة مراجع الدراسة والرموز.

1 comments:

dan scarfo said...

I like your style: brief and informative. Good job!

Post a Comment